قال الشيخ عبدالله بن بيه، في كلمته بالجلسة الافتتاحية، أمس الاثنين، خلال الملتقى السنوي السابع لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الذي ينعقد هذا العام افتراضيا عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد، إن جائحة كورونا ليست أول أزمة تواجهها الإنسانية، فقد سبقها عدد كبير من الأزمات المتنوعة الأشكال والمختلفة الأسباب.
وأضاف رئيس منتدى تعزيز السلم رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس المجلس العلمي الأعلى لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، أن جائحة كورونا تحولت إلى أزمة من النوع الذي يختبر أخلاقنا وقيمنا وإيماننا.
واستحضر بن بيه الحديث النبوي: “مثلُ القائم في حُدودِ الله، والواقعِ فيها كمثل قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصار بعضُهم أعلاها، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ في أَسفلها إذا اسْتَقَوْا من الماء مرُّوا على من فَوقهم، فَقَالُوا: لو أَنَّا خَرقنا في نَصيبِنا خرقاً ولم نُؤذِ من فوقنا، فإِن تركوهم وما أرادُوا هَلكُوا جمِيعاً، وإِن أخذوا على أيديهم نَجوْا ونجوا جميعاً”.
وقال إن “هذا الحديث من الأحاديث ذات البعد الكوني التي تُقرر حقيقة عامة وتُذكر بوضعية إنسانية شاملة وتضع قاعدة أخلاقية كلية، ففيه استعارة رمزية بلاغية لحالة إنسانية في اتحاد مصائرها من خلال التشبيه بركاب السفينة الواحدة والتي وإن كانت فيها درجات متفاوتة إلا أنها في النهاية محكومة بمسار ومصير واحد”.
وأشار إلى أن “ركاب هذه السفينة مختلفون ومتنوعون؛ لكن يجمعهم ميثاق يقوم على القناعة بأن لا نجاة لهم إلا بتغليب روح التضامن والتعاون والتكامل وتحكيم قيم التراحم والمحبة والتسامح والحرية المسؤولة والحكامة الرشيدة”.
وأضاف أنه “لا نجاة لركاب السفينة إلا بروح التضامن والتعاون”، محذرا من أنه “في غياب ذلك فإن المصير المحتوم للركاب سيكون الغرق”.
يشار إلى أن الملتقى يُنظم تحت عنوان “قيم ما بعد كورونا: التضامن وروح ركاب السفينة”، وتستمر أشغاله إلى غاية التاسع من دجنبر الجاري بمشاركة عدد من كبار العلماء والمفكرين والأطباء وعلماء الاقتصاد والفاعلين السياسيين من دول عديدة.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=12485