خرج الشيطان من وكره في أضخم الأقطاب الصناعية وسط الصين، يوهان، وهو ينتشر حول العالم. أطلق عليه الرئيس كسي جانبينغ ن- كوف 2019، وقد تسبب هذا الفيروس المجهول في اضطرابات تنفسية حادة، وقاتلة في بعض الأحيان (أزيد من 300 حالة وفاة سجلت إلى حد الآن).
خرج الرئيس الجديد من دون شك ضعيفا، لإعطاء الإنذار المتأخر، في حين يرى الآخرون، أن الوباء لن يضعف الاقتصاد العالمي، وبعد الكبح المفاجئ للنمو في الإمبراطورية المركزية السابقة، ستعود الأعمال لسيرها الطبيعي خلال الأسابيع القليلة القادمة، أو في الأشهر القليلة القادمة في أسوء الحالات.
برزت الأزمة في الوقت الذي اتضحت فيه الأوضاع: هدنة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، انخفاض التوتر بين واشنطن وطهران، توقعات تبث التفاؤل حول نمو صندوق النقد الدولي سنة 2020 بنسبة (+ 3,3 %) ، وكذلك استرجاع ثقة الصناع الأوروبيين.
إذا كان الازدهار يرتكز على الثقة والرؤية، فإن الأسابيع القادمة ليست واضحة. لكن نظرا لغياب مقاييس دقيقة، يصعب على المتنبئين توقع التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا، ويرتكز عدم اليقين هذا على مؤشرات البورصات العالمية.
متلازمة التنفس البالغة الحدة السابقة (س.ر.أ.س)، التي أودت بحياة 774 شخص سنة 2003، تعد معيار قياس ضعيف. ويُذكّر من هم أكثر تفاؤلا، أن الصين قد استأنفت بعد المطب الهوائي في الربع الثاني من العام، بمعدل نمو برقمين. وقد بلغت التكلفة العالمية للوباء ما قدره 50 مليار دولار، كما عرف الناتج الداخلي الخام خسارة طفيفة تقدر ب 39000 مليار.
تعد المقارنة، بالعودة 17 عام إلى الوراء، محفوفة بالمخاطر. يتوقع محللو شركة” نومورا”، ”أن تتجاوز خسائر الضربة القوية للصين، ما تم معاينته بالنسبة لوباء (س.ر.أ.س)، وأن يعرف النمو الذي شهدته الصين خلال عام 2019 بنسبة +6.1% انخفاضا سريعا خلال هذا الربع وقد يصل إلى أزيد من 2% من التباطؤ الذي عُين خلال الربع الثاني من سنة 2003″.
جون ميشال بيزات (Jean-Michel Bezat)، جريدة لوموند
ترجمة: أسماء مخفاوي
المصدر : https://dinpresse.net/?p=6788