فجر الحكمة لا يعرف الغروب

11 نوفمبر 2025

محمد غاني

في صباي صاحبت حكيما سمعت منه ان سجود القلب ليس بعده رفع من السجود لانه خضوع أبدي لقهرية الواحد الاحد، التي يعيشها كل عبد عبد اضطرارا، وإنما الصلوات وسائر الشعائر إنما هي في المقصد تدريب لتحقيق ذلكم الشعور بالتسليم الذي هو عين مغزى تسمية الدين بالاسلام.

الإسلام أن تسلم ارادتك في إرادة المولى عز وجل و ترضى بقضائه و قدره تسليما لا منازعة قلبية فيه، فتكون في حضرته عز وجل كالميت بين يدي غاسله.

آنذاك فقط كما يرى جلال الدين الرومي يهب المولى عز وجل روحك جناحين لانك تخليت عن حصان الجسد فتزداد سرعة سيرك الروحي و تتطور حاسة تذوقك للمعاني العرفانية.

اسلام ارادتك في ارادته لا يعني التواكل البتة، بل يعني معرفة السباح لمجرى الرياح وسيره في اتجاهه حتى لا يتعب ان اتجه في مجرى معاكس، فإن الريح موالية لمن يعرف اتجاهه، والبحر يسخر لمن يعرف أنه جزء من موجته.

لا شك أن بناء سفينة نوحك أيها الإنسان وسط طوفان الغفلات تبنى بخشب تجاربك في هاته الحياة، تجاربك طبعا لا تقتصر على ما تعيشه انت وإلا فلن تكفيك حتى لبناء قارب نجاة، وإنما تتوسع تجاربك بالقراءة كتب تجارب غيرك و قراءة آيات الله في الكون المحيط بك من المخلوقات فتتوسع مداركك و تتقوى صواري اشرعتك فتسافر في أمان في اتجاه رياح اقدار العناية الربانية.

ان فجر الحكمة لا يعرف الغروب لان نور الله اذا اشرق في القلب لا يتبعه ظلام ، جاء في آي الذكر الحكيم في سورة الأنبياء آية 18، “بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ”.

من اراد بحر الحكمة ترك ساحل الوهم و من قصد نور العلم نفر من ظلمة الجهل و من رام وجه الحق جاز مهالك النفس الأمارة بالسوء.

فمن أراد الحضرة فعليه خلع نعلي فعاله الحسية والمعنوية، أو قل فليتجرد من احساسه بفعل الجوارح وليخلع شعوره بعمل القلب فلا فاعل في الاصل الا هو سبحانه جاء في سورة الصافات آية 96، “والله خلقكم وما تعملون”.

إن رفع مشعل جذوة النار لا يقصد به فقط إنارة الطريق بل ايضا التدفئة فكذلكم قصد موسى عليه السلام حين قصد الوادي المقدس طوى عله يقتبس جذوة من نور تهدي طريقه في ظلام الغفلة و تدفئ روحه في نفس الآن بحرارة الايمان وسط برد جحود العباد، فكانت لحظة أنسه وسعادته لما فارق الاهل بقوله امكثوا في إشارة لضرورة ترك الأهواء لدخول حضرة القدس.

ومن بزغ فجره و تفتقت بصيرته و فاضت ينابيع روحه تناغمت تسبيحاته القلبية مع ترانيم الوجود

التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد.

توكل كرمان.. من جائزة نوبل إلى خطاب الفتنة

عمر العمري تقدم توكل كرمان نفسها، منذ حصولها على جائزة نوبل للسلام سنة 2011، بوصفها رمزا عالميا للحرية وحقوق الإنسان، إلا أن مسارها الإعلامي والسياسي اللاحق سرعان ما كشف عن تناقض صارخ بين الشعارات والممارسة. فبدل أن تكون صوتا للحوار والسلام، تحولت إلى منبر للتحريض والتجريح، مستخدمة المنصات الرقمية لنشر خطاب عدائي يستهدف المغرب ومؤسساته […]

استطلاع رأي

هل أعجبك التصميم الجديد للموقع ؟

Loading...