2 يوليو 2025 / 08:16

عصر الترددات: كيف يعبر شباب الألفينيات عن أنفسهم خارج الأطر التقليدية؟

كريمة العزيز

في عالم يتغير بوتيرة متسارعة بفعل الانفتاح الرقمي وانتشار الترندات على منصات مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام، يجد شباب الألفينيات أنفسهم في مواجهة فجوة عميقة بين واقعهم الاجتماعي والثقافي وبين المناهج التربوية والسياسية التي لم تواكب هذه التحولات ولا تستوعب بنيات التعبير الجديدة التي يختارونها.

هؤلاء الشباب الذين لم يعد الانضمام إلى الأحزاب السياسية أو العمل الجمعوي المؤطر خيارًا لهم، ليس فقط بسبب فقدان الأمل في تلك المؤسسات، بل أيضًا لأنهم يبحثون عن طرق مختلفة للتعبير عن ذاتهم ومخاوفهم وأحاسيسهم، أشياء غالبًا ما يعجزون عن الحديث عنها مع آبائهم بسبب فجوة التفتح والتواصل بين الأجيال.

في هذا السياق، تتحول منصات التواصل الاجتماعي إلى فضاءات حيوية ينتقل عبرها التأثير من فرد إلى آخر، حيث يصعب أحيانًا الخروج من دائرة القطيع الرقمي، ويصبح “الترند” المرجع الأساسي الذي يحتضنهم ويوحدهم ويمنحهم شعورًا بالانتماء.

مثال ذلك ما حدث على منصة مهرجان موازين حين صعد فنان الراب المغربي طوطو، الذي عبّر بأغانيه وأسلوبه عن غضب الجيل الجديد وجذب نصف مليون شاب وشابة من مختلف الفئات، مقدمًا نموذجًا جديدًا للصوت الشبابي المختلف، المؤلم أحيانًا لأنه يعبر عن الواقع اليومي ومستفز في أحيان أخرى ليجعل الكلام علاجًا وربما مسموعًا، متحررًا من قيود اللغة التقليدية أو الخطاب السياسي.

هل يمكن اعتبار هذه الظاهرة مجرد حالة فنية عابرة، أم هي تعبير عن أزمة عميقة في طرق تربية الشباب وفهم حاجاتهم؟ كيف نواكب هذا الواقع المتغير؟ وهل يمكن للرقابة التقليدية أن تردع عالمًا يتشكل ويتحرك بفعل الترندات والانتشار الرقمي السريع؟

هذه الأسئلة تفتح بابًا للبحث في علاقتنا بالشباب وبالوسائل التي نستخدمها لفهمهم ورعايتهم، قبل أن يختاروا هم طرقهم الخاصة في التعبير عن أنفسهم، أحيانًا بصخب وغضب، ولكنها رسائل تستحق الاستماع والاهتمام.