عبد الوهاب المسيري العبقري المتحيز للمعرفة.. وفاء لذكراه الخالدة في دنيا الفكر واعترافا بعبقريته المعرفية

(موسوعته الخالدة عن الصهيونية نموذجا)

دينبريس
2024-01-21T17:21:38+01:00
آراء ومواقف
دينبريس21 يناير 2024آخر تحديث : الأحد 21 يناير 2024 - 5:21 مساءً
عبد الوهاب المسيري العبقري المتحيز للمعرفة.. وفاء لذكراه الخالدة في دنيا الفكر واعترافا بعبقريته المعرفية

اطلعت قبل قليل على مقال للصديق Driss Elganbouri يزعم فيه بأن موسوعة الدكتور المسيري عن اليهود واليهودية و الصهيونية ليس فيها جديد..!! وهذا الرأي كان محتفظا به لنفسه حتى سمع عزمي بشارة يقول بذلك في لقاء تلفزيوني عابر، وهذا في نظري-مع احترامي للصديقين عزمي وإدريس- كلام مزاجي فضفاض غير مبني على اساس نقدي سليم، بل فيه تبخيس وتسطيح لعمل ضخم، يمكن ان يعد ضمن عجائب التآليف في التاريخ الإنساني، على غرار عجائب الدنيا السبع..وبحكم أنني شغفت بكتب المسيري وحواراته واطلاعي على الموسوعة منذ صدورها عن دار الشروق، فإن إطلاق مثل هذه الأحكام لاتكون بجرة قلم على الفايسبوك او كلمة عابرة في لقاء تلفزيوني، خصوصا مع قامة علمية أكاديمية مثل المسيري الذي تخصص في دراسة الكيان وجماعاته الوظيفية منذ نشأته الاولى إلى نشوء الورم في جسد الامة العربية، فقد كان الكيان ومايزال استعمارا خبيثا في جسد الأمة العربية الإسلامية.
أما الدعوى بان موسوعة المسيري وكتبه خالية من المراجع، فهذا ليس على إطلاقه، فكتابه الحلولية ووحدة الوجود-مثلا- متضمن للمراجع-ط. لشبكة العربية-، ومايكتبه هو دليل على ان الرجل عالم من العلماء الذين هضموا الأفكار والنظريات الغربية مثله مثل علي عزت بيغوفيتش، فانت حين تقرأ لعزت كتاب الاسلام بين الشرق والغرب وكتاب الاعلان الاسلامي تحس بثقل المعرفة العلمية بالفكر الغربي، أما المراجع فهي تكون مضمنة عندهما في ثنايا السطور، وهذا منهج اكاديمي غربي انجلوفوني متعارف عليه، يختلف عن منهجنا الاكاديمي المعاصر، كما يفكرنا صنيع المسيري بما صنعه الباقلاني في كتبه، فلن تجد نقلا للباقلاني في موسوعاته العقائدية عن أحد من العلماء الكتاب إلا رادا لمقولة او رأي، وكان النظام العلمي في الكتابة عند اسلافنا لايعتمد على القيود الاكاديمة التي اعتدنا عليها اليوم.
إن موسوعة المسيري لوحدها تحتاج إلى مركز متكامل لدراستها والاستفادة منها، بل هي تحتاج إلى باحثين مميزين يجعلونها محطة للبحث في مشاريعهم لنيل شهادة الدكتوراه الجامعية.
ومن يقرا كتاب المسيري “دفاع عن الانسان” وهو بين يدي الان مع مجموعة من كتبه ودراساته، يدرك قيمة هذا الرجل معرفيا بحيث لايمكن ان يكون ناقلا او ملخصا لفكر الغرب، وإن كان التلخيص فنا من الفنون التي لايتقنها إلا افذاذ الاذكياء من العلماء، والشان ان المسيري عربي مسلم دارس للفكر الغربي دراسة العالم المستوعب، يقدم لك موسوعة في ثماني مجلدات بإتقان وضبط منقطع النظير لم تجرؤ عليه مراكز البحث العالمية في العالم العربي، فكل من يقرا للمسيري يدرك عبقرية هذا الرجل وتضحياته الجسيمة في سبيل العلم ونشر المعرفة، وقد كلفته الموسوعة بيع عزبته(ضيعته) وعداوة الكيان، واستغرقت منه مدة من الزمن تبدأ من منتصف السبعينات إلى نهاية التسعينات، من أجل ان يقدمها في هذه الموسوعة المنظمة المتقنة، فالقول بانه ليس هناك جديد محض تسطيح وتبخيس لعمل المسيري، وليس يعني ذلك انه منزه عن النقد، بل هناك من قدم ملاحظات نقدية، قرأها المسيري في حياته، تدور حول اتهامه بالتحيز وتعقيد المصطلحات وغير ذلك ليس فيها ماذكره الصديقان الكنبوري وبشارة..وكون المسيري يرى مصطلحات علمية ويقررها في فكره – كالعلمانية الجزئية والشاملة- وجدت عند غيره، لاتعني انه مقلد او مجرد ناقل.. بل هي محض نظر وتفكر خصوصا ان هذا المصطلح هو غربي ولم يدع المسيري انها من اصطلاحه بل إنما هو واصف لحال العلمانية في الغرب منذ نشاتها إلى تطورها، وبحكم أنني كنت من طلاب ماستر الاديان في الجامعة فقد كانت الموسوعة من اهم المراجع التي نقرا منها ونستفيد.
ولكي تعم الفائدة انقل لكم ملخصا لماجاء في موسوعة ويكيديا حول الموسوعة تعرف بها وتقرب من منهجها..ويشهد الله أنني حال كتابة هذا المقال اعاني من نزلة برد حادة لكنني لم اصبر على ترك مقال السي إدريس دون مناقشة، حفظ الله الجميع..
(موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية)
تتناول هذه الموسوعة كل جوانب تاريخ العبرانيين في العالم القديم، وتواريخ الجماعات اليهودية بامتداد بلدان العالم، وتعداداتها وتوزيعاتها، وسماتها الأساسية، وهياكلها التنظيمية، وعلاقات أفراد الجماعات اليهودية بالمجتمعات والدول التي يوجدون فيها وبالدولة الصهيونية. وتشمل كافة الأحوال الاجتماعية والسياسية وكافة الشؤون الحياتية التي صاحبتهم منذ زمن العبرانيين في العالم القديم حتى العصر الحديث انتهاءً بدولة إسرائيل. وتركز على أحوال هذه الجماعات في البلدان التي تواجدوا فيها ودراسة الظروف المحيطة بهم، حيث جعلت من هذه الظروف المحيطة المختلفة مرتكزا رئيسا لتفسير أفعالهم وخصوصيتهم وأخلاقهم أكثر من الاعتماد على عقائدهم، ومن أشهر الأمثلة على ذلك أن تحاول بهذا أن تفسر الجرائم والأفعال المشينة اليهودية والعداء والتهم الموجهة من الأغيار لليهود في كل زمان ومكان بحيث تجعل اليهود غالبا غير مسؤولين عنها، وهذه النظرة موضوعية وحيادية برأي كاتبها وكثير من أشهر مؤيديه، بينما هي متحيزة كثيرا لليهود برأي البعض الآخر خاصة منتقديه، ومخالفة للواقع ولأوصاف اليهود في القرآن والإنجيل، بل وصف الموسوعة بعض النقاد بأنها تدافع عن اليهود.
وتغطى الموسوعة كذلك أشهر الأعلام من اليهود (مثل موسى بن ميمون) وغير اليهود ممن ارتبطت أسماؤهم بتواريخ الجماعات اليهودية (مثل نابليون بونابرت وهتلر). كما تتناول هذه الموسوعة كل الجوانب المتعلقة بتاريخ وشعائر الديانة اليهودية وفرقها وكتبها الدينية، وطقوسها وشعائرها، وتأثرها بالديانات المختلفة، وأزمتها في العصر الحديث، وعلاقتها بالصهيونية وبمعاداة السامية (معاداة اليهود). وتغطي فترة تحديث الجماعات اليهودية وعلاقتهم بالرأسمالية والاشتراكية، أيضا تشمل الحديث عن ثقافاتهم وتراثهم وفنونهم وآدابهم ولغاتهم ومفكريهم وفلاسفتهم، وأحوال التربية والتعليم لديهم، وتغطى أيضا الحركة الصهيونية ونشاطاتها ومدارسها وأعلامها، وبعض الجوانب الأساسية للدولة الصهيونية، وتجربة الحداثة الغربية بشكل عام.
كانت مصطلحات وتعريفات الموسوعة الجديدة معقدة إلى حد كبير، مما أدى إلى صعوبة فهم معانيها لغير المتخصصين.
نجحت الموسوعة في التخلي عن التحيز ضد اليهود أو الجماعات اليهودية حسب اصطلاحها، لكنها وقعت في التحيز لليهود – حسب رأي منتقديها – في معظم الموضوعات.
كل مجلد يتناول موضوعاً منفرداً. المجلد الأول يضم الإطار النظرى الخاص بالموسوعة وقضايا المنهج، المجلدات من الثاني وحتى الرابع تتناول موضوع الجماعات اليهودية، المجلد السادس الصهيونية، المجلد السابع عن إسرائيل، المجلد الثامن للفهارس.
يضم كل مجلد عدة أجزاء بينما يحتوى الجزء على أكثر من باب وللباب عدة مداخل.
يشير الدكتور عبد الوهاب إلى أن عدد مداخل الموسوعة قرابة الـ 2300 مدخل.
عناوين المجلدات وأجزائها الرئيسة وهي متاحة على صيغة بيدف:
المجلد الأول : الإطار النظري
الجزء الأول: إشكاليات نظرية
الجزء الثاني: النماذج كأداة تحليلية
الجزء الثالث: الحلولية الكمونية الوحدانية
الجزء الرابع: العلمانية الشاملة
الجزء الخامس: الجماعات الوظيفية
المجلد الثاني :الجماعات اليهودية: إشكاليات
الجزء الأول: طبيعة اليهود في كل زمان ومكان
الجزء الثاني: يهود أم جماعات يهودية؟
الجزء الثالث: يهود أم جماعات وظيفية يهودية؟
الجزء الرابع: عداء الأغيار الأزلي لليهود واليهودية
المجلد الثالث :الجماعات اليهودية: التحديث والثقافة
الجزء الأول: التحديث
الجزء الثاني: ثقافات الجماعات اليهودية
المجلد الرابع :الجماعات اليهودية: تواريخ
الجزء الأول: تواريخ الجماعات اليهودية في العالم القديم
الجزء الثاني: تواريخ الجماعات اليهودية في العالم الإسلامي
الجزء الثالث: تواريخ الجماعات اليهودية في بلدان العالم الغربي.
المجلد الخامس :اليهودية: المفاهيم والفرق
الجزء الأول: بعض الإشكاليات
الجزء الثاني: المفاهيم والعقائد الأساسية في اليهودية
الجزء الثالث: الفرق الدينية اليهودية
المجلد السادس :الصهيونية
الجزء الأول: إشكاليات وموضوعات أساسية
الجزء الثاني: تاريخ الصهيونية
الجزء الثالث: المنظمة الصهيونية
الجزء الرابع: الصهيونية والجماعات اليهودية
المجلد السابع :إسرائيل: المستوطن الصهيوني
الجزء الأول: إشكالية التطبيع والدولة الوظيفية
الجزء الثاني: الدولة الاستيطانية الإحلالية
الجزء الثالث: العنصرية والإرهاب الصهيونيان
الجزء الرابع: النظام الاستيطاني الصهيوني…. وغير ذلك مما يطول ذكره.
….
وفي الختام أقول بان التخلص من ثقافة التسطيح في العمل النقدي مهم، لان النقد العلمي الرصين يعد اساسا للبحث العلمي المتين، وهو الذي ينتج المعرفة، ونقد عزمي بشارة ليس فيه تجديد، اللهم التسطيح في النقد، ورحم الله المسيري.. والنصر المظفر لأهلنا في فلسطين وغزة.
د. حمزة النهيري

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.