قال أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، ان مايمكن للمرء أن يقف عنه في موقع محرقة “الهولوكوست” في أوشفيتز في بولندا، وما حولها، هو مدى الوحشية التي كانت وراء هذه الجرائم الوحشية ضد الإنسانية”
وأضاف عبادي في حديث لقناة “العربية” على هامش زيارته لأوشفيتز رفقة وفد من علماء المسلمين المنضوين تحت لواء رابطة العالم الإسلامي، أنه “لايملك للمرء الا أن يقضي العجب كيف اخترقت جرثومة الكراهية شعبا متعلما كالشعب الألماني آنذاك، وانخرط كثير من نخبته في مثل هذا الخطاب، وقبلوا بل منهم من أسهم في هذه الجرائم”.
اعتبر عبادي فيروس الكراهية، فيروسا ليس بمنأى عن عائلاتنا الممتدة البشرية، داعيا الى أخذ العبرة مما جرى في أوشفيتز ببولندا، بالشكل المطلوب والرصين، لكي لايتم ترك الفرصة لجرثومة الكراهية للنفاذ لنفسيات الشعوب فيما بينها كما نرى سريانها اليوم في عالمنا المعاصر”.
ووصف الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، زيارة وفد علماء المسلمين برابطة العالم الإسلامي لموقع محرقة “الهولوكوست” ببولندا، “مبادرة رائدة” من شأنها أن تشفط ما قد ترسب من ظنون أن المسلمين يمكنوا أن يقبلوا الجرائم ضد الإنسانية، وهو مما لا يمكن بأية حال أن نجد له منفذا مهما صغر في شرعنا الإسلامي الحنيف، الذي ينهى عن الأذى، ولاسيما حين يكون المعتدى عليهم قد قاموا بشيء يبرر ذلك، وحتى ان كان هناك ما يبرر، فلابد أن يتم ذلك في اطار العدالات، وفي اطار الإنسانية التي تنص عليها جميع الأديان”، مؤكدا أن “العقوبات لا يمكن أن تصل الى مثل هذا المدى من الوحشية”.
واعتبر عبادي أن هذه الزيارة أفضل رد على الشبهات والظنون التي تروج حول أن المسلمين يثمنون مل هذه الجرائم، وهو أمر لاموطن له في الشرع الحنيف، مشيرا الى أن الزيارة يعول عليها لتكون منطلقا لحملات ضد خطابات الكراهية، وذلك وفق ما ينص عليه ديننا الإسلامي الحنيف، ومواثيق وعهدو اتفاقيات الأمم المتحدة التي تستنكر جميع أضرب الكراهية والابادات التي لازالت بعض مظاهرها مستمرة في عالم القرن الواحد والعشرين للأسف الشديد”.
وشارك المغرب، أخيرا ، ممثلا في الدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، في الوفد الرفيع المستوى من العلماء المسلمين من عموم المذاهب، مصحوباً بقيادات دينية من مختلف الأديان، برئاسة أمين عام رابطة علماء المسلمين، الدكتور محمد العيسى، الذي زار موقع الإبادة الجماعية لليهود المعروف بـ”الهولوكوست” ابان الحرب العالمية الثانية في منطقة “أوشفيتز” البولندية، وذلك بالتزامن مع إحياء ذكرى الهولوكوست.
عن موقع الدار بتصرف
المصدر : https://dinpresse.net/?p=6580