إعداد: رشيد المباركي
ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية أن في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي قدّم الرئيس دونالد ترامب رؤيته للسياسة الخارجية – مبدأ “السلام بالقوة” – كمفتاح لإنهاء الصراعات من غزة إلى إيران، وربما أوكرانيا. وصوّر ترامب نفسه كصانع صفقات لا كمحرض على الحرب، مقارنا سجله بالانتقادات السابقة التي اتهمته بميله إلى حرب نووية. وأشار إلى وقف إطلاق النار في غزة، وإمكانية المصالحة مع إيران، وجهود السلام الإقليمية الأخرى، كدليل على أن نهجه يُحقق نتائج ملموسة من خلال دبلوماسية حازمة مدعومة بالقوة الأمريكية.
على الرغم من أن مبدأ “أمريكا أولا” وعداءه للمؤسسات الدولية مثل الناتو والأمم المتحدة جعلا كثيرين يظنون أن ولايته ستشهد انسحاب أمريكا من المسرح العالمي، إلا أنه خالف هذا التصور، حيث خاطر بإغضاب قاعدته السياسية من أجل تشكيل تحالف واسع من الدول للضغط على حماس وإسرائيل للتوصل إلى وقف إطلاق النار. وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال حرب غزة، سمح ترامب لإسرائيل بالتصرف بحرية عسكرية كبيرة، مجادلا بأن القوة الساحقة وحدها هي التي يمكن أن تجلب الطرفين إلى سلام حقيقي. وزعمت إدارته أن الدمار والهيمنة العسكرية التي أظهرتها إسرائيل، بدعم من الأسلحة الأمريكية، كانا أساسيين لإقناع حماس بأن أي حرب أخرى غير مجدية.
وجاءت لحظة حاسمة في عقيدة ترامب عندما أعلن أن الولايات المتحدة “قضت على القدرة النووية لإيران”، وهي خطوة اعتبرها حيوية لتأمين اتفاق سلام أوسع في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن وقف إطلاق النار في غزة جاء بتكلفة باهظة – حيث قُتل أكثر من 67 ألفا من سكان غزة و1300 إسرائيلي، بحسب التقارير – إلا أن ترامب أكد أن هذه التضحيات كانت ثمن الاستقرار الدائم. وأشاد بإظهار القوة الأمريكية والإسرائيلية في إجبار الخصوم على طاولة المفاوضات، ووصف قبول إيران لاتفاق غزة بأنه علامة على إمكانية تحقيق المزيد من المصالحة.
ونظرا لما وراء الشرق الأوسط، ربط ترامب سياسته “السلام من خلال القوة” بأوكرانيا، مشيرا إلى أنه قد يزود كييف بصواريخ توماهوك بعيدة المدى – وهي خطوة تجنبها جو بايدن لمنع التصعيد مع موسكو، وهو ما يكشف أن عقيدة ترامب تنطوي على قدر من “اللعب على حافة الهاوية” لم يكن رؤساء سابقون ليقبلوه. وتذكر الصحيفة أيضا أنه مع مواجهة روسيا التي تمتلك أكبر ترسانة نووية في العالم، سيحتاج ترامب إلى تكثيف بناء التحالفات والضغوط الاقتصادية لتغيير مسار الكرملين. لكن الدرس الأهم من سلام غزة هو التحالف الواسع الذي بُني ضد حماس، والذي ساعدت الأموال الأمريكية — من خلال صفقاته التجارية مع دول الشرق الأوسط — في دعمه.