شيوخ “الفيسبوك” و “التيك توك” يتطاولون من جديد على وزير الأوقاف المغربي

4 نوفمبر 2025

الشيخ الصادق العثماني- أمين عام رابطة علماء المسلمين بأمريكا اللاتينية

في زمنٍ صار فيه “المنبرُ الافتراضي” مفتوحًا لكل من هبّ ودبّ، تجرّأ بعض شيوخ “الفيسبوك ” و”التيك توك” على التطاول على أحد أعمدة الفكر الديني المغربي، الأستاذ الدكتور أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، بعد كلمته العميقة في البرلمان التي تناول فيها ثوابت الهوية المغربية وعلى رأسها العقيدة الأشعرية؛ وخصوصا فيما يتعلق بالإيمان وعلاقته بالأعمال.

وليس غريبًا أن تثير كلمة علمية رصينة منضبطة من لم يتذوقوا طعم العلم الراسخ، ولا خبروا مدارك البحث الأكاديمي الرصين، ولا رضعوا لبان التكوين العلمي المنهجي في ربوع جامعة القرويين، أو كليات الشريعة أو كليات الآداب التي أنجبت أمثال الدكتور التوفيق. فالرجل، لمن لا يعرف قدره وقيمته، ليس طارئًا على الفكر الإسلامي ولا على مجال الإصلاح الديني؛ بل هو من كبار المؤرخين والعلماء الذين جمعوا بين العلم الصوفي والبحث التاريخي والفكر الإنساني، ومن أوائل من جسّدوا التوازن المغربي الفريد بين الإيمان والعقل، بين الذكر والعمل، بين الشريعة والحقيقة والأصالة والمعاصرة.

أما أولئك الذين خاضوا في حديثه بجهلٍ أو سوء نية، فقد انكشفوا على حقيقتهم: لا مشيخة معتبرة، ولا تكوين علمي راسخ، ولا انتساب واضح إلى مدارس العلم الراسخة؛ بل مجرد “مؤثرين” يحاولون افتعال معارك وهمية في مسائل الإيمان والكفر ليتصدروا المشهد الرقمي. يتحدثون بلسان التفسيق والتكفير، لا بلسان العلم والتنوير . بينما الأشعرية المغربية التي انتصر لها الوزير، لم تكفّر أحدًا من أهل القبلة قط؛ بل كانت وما تزال ضمانة لوحدة العقيدة المغربية، ودرعًا واقيًا من غلو المتطرفين ومن انحراف الجاهلين .

إن دفاع الدكتور أحمد التوفيق عن الأشعرية وحمايتها من المدلسين ليس موقفًا شخصيًا؛ بل هو موقف الدولة المغربية وهويتها الدينية المتجذرة في التاريخ، حيث اجتمع المغاربة عبر قرون على 3 ركائز كبرى: العقيدة الأشعرية، المذهب المالكي، والتصوف السني. وهذه الثوابت ليست شعارات؛ بل مشروع وطني لحماية الإسلام المغربي من الفتن والاختراقات الفكرية القادمة عبر الشبكات العنكبوتية..ومن هنا، فحين يتحدث أحمد التوفيق، فهو يتحدث من موقع العالم الراسخ، لا من موقع السياسي المؤقت. يتحدث باسم الذاكرة المغربية العالمة، وبصوت المعرفة الأصيلة، لا بصدى الشائعات أو المزايدات. لذلك، من العبث أن يضع بعض المتطاولين أنفسهم في مقام النقاش مع من يفوقهم علمًا وخلقًا وتجربةً، ومن الحماقة أن يُظن أن الجدل الرقمي يمكن أن يُسقط مكانة رجلٍ تربّى في حضن العلم، وهاجر في طلبه، وذاق حلاوة الذكر والعرفان منذ صباه .

فليعلم أولئك الذين أساؤوا الأدب مع الوزير أن الجهل لا يُغني عن العلم، ولا تُبنى الهوية بالضجيج والتدليس، ولا تُهدم الثوابت بالافتراء..ويبقى الوزير العالم الدكتور أحمد التوفيق شاهدًا على أن المعرفة المغربية ما زالت بخير، وأن صوت العلماء – مهما علا صخب الجهال – هو الصوت الذي يبقى في النهاية؛ لأنه وحده المتكئ على نور العلم وصدق النية.

توكل كرمان.. من جائزة نوبل إلى خطاب الفتنة

عمر العمري تقدم توكل كرمان نفسها، منذ حصولها على جائزة نوبل للسلام سنة 2011، بوصفها رمزا عالميا للحرية وحقوق الإنسان، إلا أن مسارها الإعلامي والسياسي اللاحق سرعان ما كشف عن تناقض صارخ بين الشعارات والممارسة. فبدل أن تكون صوتا للحوار والسلام، تحولت إلى منبر للتحريض والتجريح، مستخدمة المنصات الرقمية لنشر خطاب عدائي يستهدف المغرب ومؤسساته […]

استطلاع رأي

هل أعجبك التصميم الجديد للموقع ؟

Loading...