محمد عزلي
قام أمس الأحد 24 غشت 2025 وفد يضم باحثين في التاريخ وفعاليات من المجتمع المدني وعددا من الإعلاميين، بزيارة ميدانية إلى ورش ترميم حصن الفتح السعدي بمدينة العرائش، للوقوف على سير الأشغال بهذا المعلم التاريخي العظيم.
أطر الزيارة كل من الأستاذ أنس السدراتي، محافظ الموقع الأثري ليكسوس، والسيد عبد الخالق (3ci) ، رئيس الورش، حيث قدما عرضا وافيا حول مختلف مراحل الترميم، والجهود المبذولة لتجاوز الصعوبات التقنية والإكراهات المرتبطة بالموقع، مؤكدين أن العمل يسير بوتيرة جيدة تبعث على التفاؤل بعودة هذا المعلم إلى إشعاعه وكامل بهائه في زمن قياسي
ويعتبر حصن الفتح السعدي من أبرز تجليات التراث الثقافي المادي المغربي، وشاهد مادي على معركة وادي المخازن المجيدة 1578م، إذ إن السلطان المنصور الذهبي، عقب انتصاره في تلك المعركة، أمر بتوسيع الحصن اعتمادا على سواعد الأسرى، وهو من أطلق عليه اسم حصن الفتح تيمنا بالفتح العظيم الذي منّ الله به على المسلمين.. ومن ثَمَّ، يظل هذا الحصن معلمة تاريخية تجسد قوة المغرب ومكانته الحضارية بين الأمم..
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الزيارة جرت رغم كونها يوم عطلة بالنسبة للسيد عبد الخالق، وفترة إجازة للأستاذ أنس، إلا أنهما استجابا للدعوة بكل رحابة صدر، وحرصا على مرافقة الزوار وتقديم الشروحات، في مبادرة تعكس مدى التفاني ودرجة الإخلاص في العمل وغيرتهما على هذا المشروع التراثي المهم..
وقد عبر الحاضرون عن ارتياحهم الكبير للمستوى المتقدم الذي بلغته الأشغال، وللرؤية التي تؤطر عملية الترميم، معتبرين أن المشروع سيساهم في إعادة الاعتبار لهذا الفضاء التاريخي، وتعزيز مكانته كجزء من الذاكرة الوطنية والهوية المغربية وتعزيز السياحة الثقافية محليا ووطننا..
أخيرا أتوجه أصالة عن نفسي ونيابة عن كل الأصدقاء بخالص الشكر والتقدير للأستاذ أنس السدراتي والسيد عبد الخالق على تجاوبهما وتفانيهما في إنجاح هذه الزيارة، وعلى ما يبذلانه من جهد متواصل من أجل صون هذا المعلم التاريخي وتسليمه للأجيال المقبلة في أبهى حلة ممكنة، والله ولي التوفيق.