رهانات الأمن الحضاري للأمة المغربية في صلب ندوة نظمها المجلس العلمي المحلي بالقنيطرة
تحرير: خديجة منصور
نظم المجلس العلمي المحلي لإقليم القنيطرة تحت إشراف المجلس العلمي الجهوي لجهة الرباط سلا القنيطرة، يوم الخميس 06 جمادى الثانية 1447 هـ الموافق لـ 27 نونبر 2025، الجلسة الافتتاحية للأسبوع الجهوي الثاني للتحرير والاستقلال، وذلك بقاعة العروض بالمسرح الجامعي ابن طفيل. واستهلت الندوة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبها الاستماع للنشيد الوطني، إعلانا لانطلاق ندوة علمية خصصت لموضوع: رهانات الأمن الحضاري للأمة المغربية.
واستعرض فضيلة الدكتور يونس الصباري، رئيس المجلس العلمي المحلي بالقنيطرة، في الكلمة الافتتاحية، الركائز الدينية والإنسانية التي يقوم عليها مفهوم الأمن، مستشهدا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس أفشوا السلام…». وربط فضيلته بين هذه القيم وبين المسار الوطني الذي دشنه المغفور له محمد الخامس عقب استقلال المغرب بقوله: « إنتا رجعنا من الجهاد الأصغر لخوض الجهاد الأكبر ». وأبرز أن الأمن الحضاري يشكل امتدادا لمسار النهضة الوطنية، ويواصل ترسخه في عهد جلالة الملك محمد السادس من خلال أوراش التنمية والاستقرار.

وتناول فضيلة العلامة محمد أصبان، رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الرباط–سلا–القنيطرة، أهمية البعد الروحي في تشكيل الأمن الحضاري، مستعرضا البرامج العلمية المندرجة ضمن السنة الجديدة، والمرتبطة بتنزيل التوجيهات المولوية الخاصة بالاحتفاء بمرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم. وأكد أن محبة النبي الكريم تظل قيمة ضامنة للثبات الأخلاقي والاجتماعي، مشيرا إلى أن الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء تمثل حدثا متجذرا في الذاكرة الوطنية ورمزا للانتصار المتجدد عبر الأجيال.
وقدم فضيلة الأستاذ سعيد الشبار، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى ، قراءة معمقة في مفهوم الأمن الروحي، مؤكدا أن العدل يشكل أساس هذا الأمن، وأن التطور والازدهار مرتبطان بتحقق مختلف مستوياته: الأسري والمادي والصحي والفكري. وأبرز الدور المحوري لإمارة المؤمنين في حماية الثوابت الدينية وتوجيه الخطاب الديني عبر خطة تسديد تبليغ الرسالة السلمية، وما تتضمنه من عناية مستمرة بالمولد النبوي الشريف والسيرة العطرة.

وسلط السيد محمد اليونسي مدير الموارد البشرية بوزارة العدل، الضوء على رهانات الأمن القضائي، مستعرضا ما جاء به دستور 2011 من ضمانات أساسية لتعزيز الحقوق والحريات. وبين أن مبدأ فصل السلط، كما رسخته الرؤية الملكية، يعزز استقلال القضاء ويؤسس لثقة المواطنين في العدالة، باعتبارها حجر الزاوية في الأمن المجتمعي والتنمية.
واختتم الدكتور ياسين الحفياني، مدير المركز الاستشفائي الإقليمي الزموري بالقنيطرة، سلسلة المداخلات بالحديث عن الأمن الصحي، مستعرضا الاستراتيجية الوطنية بقيادة الملك محمد السادس في ورش تعميم التأمين الإجباري عن المرض، وإصلاح المنظومة الصحية عبر القانون الإطار 06–20، وإحداث الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية والهيئة العليا للصحة. وبين أن هذه الإصلاحات مكنت من تطوير منظومة يقظة صحية أثبتت فعاليتها خلال الأزمات الوبائية العالمية.
واختتم فضيلة العلامة محمد أصبان الجلسة برفع الدعاء الصالح لأمير المؤمنين الملك محمد السادس، سائلين الله تعالى أن يحفظه ويوفقه لما فيه خير البلاد والعباد.
التعليقات