رسالة مبهمة الى روسيا

دينبريس
عبر العالم
دينبريس6 سبتمبر 2022آخر تحديث : الثلاثاء 6 سبتمبر 2022 - 2:22 مساءً
رسالة مبهمة الى روسيا

أدت العملية الانتحارية التي وقعت أمس الاثنين أمام السفارة الروسية بالعاصمة “کابل” إلى انفجار مرعب أسفر عن مقتل أربعة مواطنين أفغان واثنين من الدبلوماسيين الروس.

ونشرت وزارة الخارجية الروسية في موسکو نبأ هذا الحادث ووصفته بغير انساني. وفي اتصال هاتفي لويز الخارجية الروسي لاووف، انتقد هذا العمل بشدة وتوعد منظميه بأنهم سينالون جزاءهم الوافي.

وجاء هذا الانفجار متزامنا مع تجمع الطلبة الأفغان أمام السفارة الروسية للحصول على تأشيراتهم من السفارة.

ونددت بهذا العمل جهات مختلفة في داخل البلد وخارجه، من بينها مٶسسة يوناما والاتحاد الأوروبي، وأعربت عن تأسفها إزاء الحادث، وأبدت تضامنها الکامل مع أسر القتلى والمصابين.

کما أجرى “حامد کرزى” مکالمة هاتفية مع السکرتير الخاص لروسيا ضمير کابلوف، ندد فيه بشدة هذا العمل ووصفه بالهجوم الإرهابي، کما أبدى أسمى مراتب التعازى والمواساة لروسيا، حکومة وشعبا، خاصة أسر الضحايا الدبلوماسيين.

ومن جهتها، أکدت وزارة الخارجية للإمارة على إجراء التحقيقات المتعلقة بالحادث وعلى تشديد الحراسة الأمنية حول سفارة روسيا وباقي السفارات والمٶسسات، تحسبا لأي هجوم مباغث، يهدد حياة المسٶولين وغيرهم.

ويعتبر هذا الحادث الأول من نوعه إثر سقوط النظام السابق وتحکم الإمارة الاسلامية بزمام الأمور في البلاد. ولم تتبن أية جهة مسٶوليتها ازاء هذا العمل. لکن أنظار السياسيين ـ و لا نقصد کلهم ـ تتجه نحو منظمة “داعش” بلا شک. لأن هذه الأخيرة متهمة بتفجير مساجد الشيعة ومساجد فيها أئمة موالين للإمارة. لکن أن يکون الهدف هذه المرة سفارة روسيا، فينبغي الأخذ بعين الاعتبار مسألة تايوان وموضوع أوکرانيا، وأيضا التصريح الأخير والخطير من جانب المتحدث باسم الخارجية الصينية والذي يتهم فيه الولايات المتحدة، جهرا وعلنا، بأنها لم تحقق لنفسها إلا الهزيمة النکراء وزيادة حجم الارهاب، وتحميلها مسٶولية کل ما يجري في أفغانستان من أزمات ودمار، حتى الخسائر الناتجة عن الأمطار والزلازل حملوها إياها بسبب حظرها الاقتصادي والسياسي على هذا البلد.

زد على ذلک المناورات العسکرية التي أجرتها الصين مع حليفتها روسيا مٶخرا. کل ذلک وغيره يٶکد أن الحرب الباردة بين المعسکرين لم تنته بعد.

إن الصين تفرجت بما فيه الکفاية على مسلسل المحنة في أفغانستان واقتنعت هي وروسيا من أن مصيرهما النهائي هو نهاية هذا المسلسل الأفغاني. لهذا يعتبر التقرير الصيني تخطيئا لمن ظن غير ذلک.

ان مصير الأفغان المهجرين إلى أمريکا والدور الملقى على عاتقهم أصبح واضحا بما فيه الکفاية لمن کان يشک في ذلک. والمهجرون الأفغان يستعملون اليوم في قتال أوکرانيا ضد روسيا، بل من المنتظر أن يقاتلوا الصين في تايوان وفي کابل.

ينشغل المسلمون حاليا بالدفاع عن أوکرانيا، وبعد غد سينشغلون بالدفاع عن تايوان، عمليا وإعلاميا، هذا الذي تتخوف منه الصين وروسيا، وقد حدث نظير هذا في التارخ القريب، حيث استعمل مسلمو الهند في حرب البريطانيين ضد الفلسطنيين، والمغاربة و الجزائريون في حرب فرنسا ضد فيتنام، ومجاهدو الحزب الاسلامي في حرب اذربيجان ضد أرمينيا. فالسٶال المطروح: متى يأتي الدور على السفارة الصينية؟

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.