تحرير: صفاء فتحي
تحتضن دار الشعر بتطوان، اليوم الخميس، فعاليات الدورة العاشرة من “ملتقى الشعر العربي” في فضاء “رياض المطامر” بالمدينة العتيقة لتطوان، المكان الذي خلد ذكره الكاتب الإسباني ميغيل دي ثيرفانطس في أعماله منذ القرن السابع عشر. ويعكس اختيار هذا الفضاء انفتاح دار الشعر على البيوت العتيقة والمواقع التاريخية، تكريما للعمق الحضاري والثقافي للمدينة، التي تحتفظ بدورها البارز في نقل التراث العربي والمغربي إلى أندلسية عالية التأثير.
وتجمع هذه التظاهرة بين تجارب شعرية من بلاد الرافدين وفلسطين والمغرب، حيث تفتتح فعالياتها الباحثة العراقية أمل الجبوري، إلى جانب الشاعر الفلسطيني مهند ذويب والشاعرة المغربية بديعة القادري، فيما تقدم فرقة “أوتار” بقيادة عازف العود فهد الصنهاجي حفلا موسيقيا يحيي فيه أبرز القصائد العربية على ألحان كبار المبدعين. ويؤكد الملتقى على استمرارية الشعر العربي في التعبير عن التجربة الإنسانية، مستثمرا التراكم الشعري التاريخي منذ التجارب الإغريقية والرومانية وصولا إلى المدارس الكلاسيكية والقصيدة الحديثة، وما آلت إليه الممارسة الشعرية المعاصرة.
ويأتي الملتقى في إطار جهود دار الشعر بتطوان في تعزيز الفضاءات الشعرية العربية، بعد تأسيسها في ربيع 2016 بشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ودائرة الثقافة في حكومة الشارقة، حيث تحتفل الدار هذه السنة بمرور عشر سنوات على تأسيسها. ويكتسب هذا الانفتاح أهمية إضافية مع اختيار تطوان عاصمة للثقافة والحوار في الفضاء المتوسطي لعام 2026، معززة مكانة الشعر العربي كأحد أهم الموروثات الإبداعية في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط.