تتناول خطبة الجمعة اليوم “حسن المعاملة وفوائده”، مركزة على الأبعاد الأخلاقية والاجتماعية للتصرفات اليومية بين الناس.
وتسلط الضوء على شمولية المعاملة في الشريعة الإسلامية، باعتبارها تشمل البيع والشراء، والزواج والجوار، والعمل والشراكة، وكل صلة تربط الإنسان بالآخرين، وتدعو إلى أداء الواجبات برفق وتيسير وقضاء الحوائج ما دام ذلك في المستطاع.
تؤكد الخطبة أن حسن الخلق مع الناس يشكل وصية نبوية جامعة، كما في حديث النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: “أحسن خلقك للناس”، وتعتبر أن هذا التوجيه يترجم في السلوك اليومي على هيئة رفق، وإنصاف، واحترام للحقوق.
وتركز على مجموعة من القيم العملية في المعاملات، منها المحبة والصدق والنصح والتسامح، وتبين أثرها في حياة الإنسان، سواء في بناء الثقة المجتمعية، أو في تحقيق البركة المادية والمعنوية.
ويشير خطيب الجمعة إلى أهمية الكلمة الطيبة في التعامل، وتصفها بأنها صدقة، داعية إلى إعادة إحياء عبارات الدعاء والتمني بالخير التي كانت تسود في المعاملات، مثل: “الله يربح”، و”الله يخلف”، لما فيها من تعزيز للودّ وإشاعة البركة.
ويتوقف عند قيمة النصح في كل معاملة، معتبرة أن النصيحة المتبادلة تعكس حسن النية وتحقق المصلحة للطرفين، مستدلة ببيعة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم.
وتستحضر الخطبة دلالة الهجرة النبوية بمناسبة قرب العام الهجري الجديد، وتربط بين الهجرة في بعدها الزمني، وبين الهجرة المعنوية عن المعاصي والظلم وأكل أموال الناس بغير حق، منبهة إلى خطورة الغش والسرقة والرشوة.
وتختم الخطبة بالتأكيد على أن المؤمن يجعل من كل أفعاله هجرة متواصلة إلى الله، باحثا عن الحلال، متحليا بالصدق، مستبشرا بوعد الله تعالى للمتسامحين، ومتيقنا أن النية الصادقة ترفع كل عمل إلى مقام القبول والثواب.