تشهد منابر المملكة، اليوم الجمعة، إلقاء خطبة بعنوان “العطاء في سبيل الله أنواعه ومجالاته وفوائده”، وذلك في سياق روحاني عظيم يتزامن مع أداء الحجاج لمناسك الركن الأعظم من الحج، ووقوفهم بصعيد عرفات، في مشهد يجسد معاني التوبة والخشوع والتجرد، ويستحضر في جوهره القيم الإسلامية الكبرى وفي مقدمتها التضامن والإحسان والتكافل بين أفراد الأمة.
وتستعرض الخطبة أبعاد العطاء بوصفه من أعظم وجوه العمل الصالح، مستندة إلى آيات قرآنية وأحاديث نبوية تبرز مركزية هذه القيمة في البناء الروحي والاجتماعي، ومن ذلك قوله تعالى: “فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى”، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق”.
وتوضح أن العطاء في سبيل الله يشمل الجوانب المادية والمعنوية، لكنه في هذه المناسبة يركز على العطاء المادي، باعتباره وجها من أوجه الجود الذي ينعكس مباشرة على واقع الفئات المحتاجة، ويسهم في التوزيع العادل للثروات داخل المجتمع، كما يتم التذكير بأن العطاء من صفات الله عز وجل، وأنه يحب من عباده من يتصفون بالكرم والإحسان.
وتتطرق أيضا إلى أنواع العطاء الواجب، مثل النفقة على الأهل والأقارب، والزكاة، والوفاء بالحقوق المالية، بالإضافة إلى أوجه العطاء التطوعي كالتبرعات والوقف والهبات، مبرزة الفوائد الروحية والاجتماعية التي يثمرها الجود، من إشاعة المحبة، ومحاربة الشح، وتعزيز التكافل الاجتماعي، وتحقيق التنمية المستدامة.
كما تؤكد الخطبة في جزئها الثاني على فضل أيام عيد الأضحى المبارك، ودعوة المسلمين إلى الإكثار من الذكر وصلة الرحم وإظهار معاني الرحمة والمواساة، مع الإشارة إلى الهدي النبوي في الأضحية، وما يترتب عليها من أجر عظيم.
وتختم الخطبة بالإشادة بالمبادرة الملكية لأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، الذي يضحي بكبشين عن نفسه وعن أمته وشعبه، في رسالة رمزية تعكس الحرص على التيسير ورفع الحرج في ظل التحديات المناخية التي تؤثر على وفرة الأضاحي هذا العام.