5 سبتمبر 2025 / 07:48

خطبة الجمعة: تجليات الحياة الطيبة من ميلاد الرسول إلى بعثته

تتناول خطبة الجمعة اليوم 12 ربيع الأول 1447 هـ الموافق لـ 5 شتنبر 2025، والذي يصادف ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، موضوع “تجليات الحياة الطيبة من ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بعثته”.

وتبرز أن الهدف الأسمى الذي يسعى إليه العلماء في إطار “خطة تسديد التبليغ” هو توجيه الناس للاقتباس من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم، والاغتراف من معين الوحيين كتابا وسنة، من أجل إخراج البشرية من الظلمات إلى النور وتحقيق وعد الله بالحياة الطيبة بشرطي الإيمان والعمل الصالح.

وتستشهد الخطبة بقول الله تعالى: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ»، لتؤكد أن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم جاءت بعد التوحيد وإخلاص العبادة لله تعالى لرفع الحرج والمشقة عن الناس، ونشر الرحمة بينهم في الدنيا، ونيل رضوان الله والجنة في الآخرة.

وتوضح أن العلماء باعتبارهم ورثة النبي صلى الله عليه وسلم ونواب أمير المؤمنين يسعون إلى تأطير الناس عبر تلاوة الآيات وتزكية الأنفس وتعليم أحكام الدين، انطلاقا من قوله تعالى: «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولا مِّنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ».

تؤكد الخطبة أن مناسبة المولد النبوي الشريف تتيح استجلاء معاني الحياة الطيبة من خلال السيرة العطرة للنبي صلى الله عليه وسلم، والتملي بشمائله الكريمة، وتثبيت القلوب بدلائل نبوته.

وتوضح أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم منجم لا ينفد وكنز لا يفنى، يجد فيها المؤمن حلولا لمشاكله وأدوية لأمراضه وراحة لنفسه.

تسرد الخطبة أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم كان ميلاد أمة ورحمة وشريعة قائمة على العدل والرحمة والإنصاف، وأن حياته قبل البعثة كانت مثالا للحياة الطيبة بما جسده من صدق وأمانة وعدل.

وتستحضر ما صاحب ميلاده من بركات في بيت مرضعته حليمة السعدية، وما رآه الناس من خصب ورغد عيش، إلى جانب حادثة شق صدره الشريف وهو طفل في ديار بني سعد، وما تبعها من رغبة الناس في صحبته والتجارة معه.

وتشير إلى أن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها اختارت الزواج منه لما رأته فيه من صفات نبوية وإرهاصات تدل على عظم شأنه.

وحقق النبي صلى الله عليه وسلم حياة طيبة لنفسه وأهله وأقاربه حتى قبل البعثة، وكان قدوة في خدمة أهله وبلده، وأن صفاته من صدق وأمانة وحياء ووفاء جعلته محل ثقة قومه الذين عرفوه بالصادق الأمين.

مصداقا لقوله تعالى: «وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ» لإبراز أن الدعوة بالقدوة والعمل الصالح أبلغ أثرا من القول وحده.

تستحضر الخطبة شهادة السيدة خديجة رضي الله عنها حين عاد إليها النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول الوحي وقال: “إني خشيت على نفسي”، فأجابته: “كلا، والله ما يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق”.

وتؤكد أن هذا الموقف يبرز انشغال الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة بهموم قومه ومناصرته للحق ومساعدته للفقراء والمحتاجين.

وتشدد الخطبة على أن الجامع بين هذه الخصال الحميدة هو خدمة الغير والإحسان إليه، وهو ما يحقق الحياة الطيبة للجميع عبر نشر المحبة والأخوة بين الناس.

وتخلص إلى أن الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنته هو السبيل إلى ترسيخ هذه القيم في حياة الأفراد والمجتمعات.

وبذلك تجعل خطبة الجمعة من ذكرى المولد النبوي الشريف محطة للتأمل في السيرة النبوية واستلهام دروسها في الصدق والأمانة والعمل الصالح والإحسان إلى الغير، بما يعزز قيم المحبة والتضامن ويحقق الحياة الطيبة التي دعا إليها الوحي.