خبيرة بريطانية: التحرك الأمريكي ضد جماعة الإخوان المسلمين رد فعل على صراعها الأيديولوجي مع الغرب
رشيد المباركي
أكدت شارلوت ليتلوود، هي رئيسة قسم البحث والإعلام في معهد تأثير الإيمان في الحياة، في مقال لها أن الولايات المتحدة اتخذت خطوة تاريخية ببدء إجراءات تصنيف بعض فروع الإخوان المسلمين كمنظمات إرهابية أجنبية، في تحول غير مسبوق ينسجم مع موقف دول في الشرق الأوسط، مضيفة أن هذا القرار جاء بعد تراكم أدلة تشير إلى أن التحدي الذي تمثله الجماعة للغرب ليس عنيفا في الأساس، بل أيديولوجي واستراتيجي ومنهجي.
عرضت لتلوود تقريرا مهما صدر عن مركز أبحاث أمريكي يُظهر كيف عملت الجماعة لعقود على التغلغل داخل المجتمع المدني الغربي والجامعات والسرديات الإعلامية والخطاب السياسي، معتمدين على ما يسميه التقرير التمكين عبر الاستحواذ المؤسسي بالوسائل الثقافية لزعزعة الديمقراطيات الليبرالية من الداخل. وترى ليتلوود أن الجماعة تستغل الحريات الغربية لتقويض الثقة بالغرب، مقدمة أيديولوجيا لا ليبرالية تحت غطاء حقوقي وأخلاقي، ويشكل العداء لليهود محورا أساسيا في هذه الاستراتيجية.
كما توقفت ليتلوود عند وثائق استراتيجية للجماعة تتحدث عن خطة من خمس مراحل لاستبدال الحضارة الغربية عبر “الاستحواذ الثقافي البطيء”، وأن بريطانيا باتت في المرحلة الرابعة التي تقدم الإسلام كبديل حضاري. وترى أن أفكار الجماعة باتت مؤثرة حتى على غير الإسلاميين، مبينة أن الدفاع عن القيم الليبرالية يستدعي مواجهة هذا التحدي الأيديولوجي، وأن الاعتراف الأمريكي بطبيعة هذا الصراع يضع أوروبا أمام سؤال جوهري حول استعدادها لمواجهته، فالحرب التي تخوضها الجماعة ضد الغرب تُدار بالأفكار لا بالسلاح.
التعليقات