9 يوليو 2025 / 07:39

حرب كلامية بين الولايات المتحدة والصين بشأن الدالاي لاما

أعربت وزارة الخارجية الصينية عن رفضها لتصريحات صدرت عن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاد الدالاي لاما التسعين، مؤكدة أن الولايات المتحدة “ليست في موقع يؤهلها لإلقاء المواعظ” بشأن القضايا المرتبطة بالتبت.

واعتبرت المتحدثة باسم الوزارة، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحفي عقدته أمس الثلاثاء، أن الدالاي لاما “منفي سياسي ينخرط في أنشطة انفصالية معادية للصين تحت غطاء ديني”، ولا يملك، بحسب تعبيرها، “أي حق في تمثيل سكان التبت أو تحديد مستقبل الإقليم”.

وكان روبيو قد أشاد في رسالته بالزعيم الروحي التبتي، معتبرا أنه يواصل إلهام الناس من خلال رسالته الداعية إلى “الوحدة والسلام والتعاطف”، كما جدّد دعم بلاده لحق التبتيين في الحفاظ على لغتهم وثقافتهم وتراثهم الديني، بما يشمل حرية اختيار قادتهم الروحيين دون تدخل خارجي.

من جهتها، دعت بكين واشنطن إلى إدراك “الحساسية البالغة” للقضايا المرتبطة بالتبت، ووصفت دعم الدالاي لاما بأنه “تشجيع ضمني على الانفصال”، ما يزيد من التوتر القائم بين البلدين، ليس فقط على المستوى السياسي، بل أيضا في الملفات الاقتصادية، وعلى رأسها النزاع حول الرسوم الجمركية.

ويمثّل الجدل حول خلافة الدالاي لاما محورا إضافيا للتصعيد، حيث أكد الزعيم الروحي أن مؤسسة غير ربحية أنشأها – Gaden Phodrang Trust – ستكون الجهة الوحيدة المخوّلة بتحديد خليفته، في تحد مباشر لموقف بكين التي تعتبر أن تعيين خليفة الدالاي لاما يدخل ضمن صلاحياتها التاريخية.

وفي تطور متصل، أعادت الولايات المتحدة مؤخرا تخصيص 6.8 مليون دولار كمساعدات للمجتمعات التبتية في جنوب آسيا، بعد أن كانت هذه الأموال قد توقفت في إطار سياسة “أمريكا أولا” خلال إدارة ترامب.

ورحّب زعيم حكومة التبت في المنفى، بينبا تسيرينغ، بهذه الخطوة، واعتبرها دليلا على استمرارية الدعم الأمريكي للقضية التبتية.

و لا يزال الملف التبتي، الذي يجمع بين الأبعاد الدينية والهوية الثقافية والصراع الجيوسياسي، يمثل أحد أبرز نقاط التوتر في علاقات بكين مع عدد من العواصم الغربية والآسيوية، وسط استمرار الجدل حول مستقبل الزعامة الدينية في التبت، وتوازن القوى في المنطقة.