محمد أكعبور ـ باحث في الخطاب والإعلام الديني
قبل البدء:
اسْتهل التقدم للموقع بعد ديباجة الحمد والثناء والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم بأسلوب بديع ماتع، ليمهد بعده بتوطئة عن وصول الإسلام أرض المغرب وافريقيا فاستقر بها ونما وذاع خبره بهذه الأرض التي أسلم عليها أهلها بتعبير ابن جيدة رحمة الله عليه، وذلك لحبهم الدينَ الإسلامي والنبيَّ صاحبَ الرسالة التي تلقوها ” بالرضى والقبول، واستعانوا على ما هم فيه بما فطرهم الله عليه من تعظيم الدين، وحب النبي الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، واتباع من له انتساب لدوحة خاتم المرسلين في شخص أمير المؤمنين، واستمروا على ذلك قرونا عددا، أسفرت عن خيارات أرست دعائم التدين في هذا المصر، من العالم الإسلامي، حتى أصبح نبراسا يقتدى، ونموذجا يحتذى، وذلك بفضل استقرار أحوالهم في الابتدا، على ضبط أوضاعهم بمسمى العبادة، وربط أنماط سلوكهم بفروض الطاعة ولزوم مذهب أهل السنة والجماعة”.
سياق ظهور الموقع: ويأتي الموقع والعمل ككل في سياق مزيد من الترافع حول خطاب وبرنامج الثوابت الدينية المغربية؛ الرأسمال الديني للمغاربة والمنهج المتبع الواقي عنهم كثيرا من المبتدع في القول والعمل والحال والمآل وخصوصا بالحرم العلمي العالي الذي لا شك أن الموقع قد ينظم داخل فصوله – الحرم العلمي العالي -؛الجامعة؛ ومدرجاته وقاعاته، برامجَ علمية وندوات حول الحفر الأركيولوجي عن تأسيس وتأصيل ومقصد هذه الثوابت، بل وتدريسها كما دعا السياق والتاريخ والمؤرخ في لحظة تاريخية من موقع تاريخي له إسهامه في تخريج الإطار الديني والعلمي والأكاديمي في المغرب الحديث ممن له إسهام في ترشيد وتجديد الخطاب الديني بالمغرب من مرجعية خطاب الثوابت الدينية.
وهو ثمرة استجابة تناغمية للدعوة التي تضمنتها أطروحة موضوع شٌدت الأنظار الإعلامية إليه كما الأنظار العلمية والأكاديمية؛ وهو “الدراسات الإسلامية إلى أين؟” مقترحا تعديلات في برنامج الدراسات الإسلامية ومبرزا أهمية إدراج درس البيعة في تاريخ المغرب ضمن البرنامج الدراسي والذي ألقاه الأستاذ أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط يوم: الجمعة 24 ديسمبر 2021
وهنا نسترشد بمقطع من كلام المحاضر “ومهما يكن فالمقصود بالدراسات الإسلامية في هذا الحديث هو التعليم والبحث في شعب الدراسات الإسلامية بكليات الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعات المغربية، والكليات الأخرى التي انحدرت إلى هذه الجامعات من جامعة القرويين الأصلية، وهي كلية الشريعة وكلية أصول الدين وكلية اللغة العربية، ومؤسسات جامعة القرويين الحالية، وبعض المعاهد العليا للتعليم العتيق. فموضوع الاختصاص في هذه الشعب كما هو معروف هو علوم الدين الإسلامي….
ويتميز تأطير هؤلاء العلماء للناس في حياتهم الدينية بأنه كان يجري وفق ثوابت الأمة في العقيدة والمذهب، وهو واقع لم يسبق على امتداد القرون أن وُضع موضع تساؤل، كما يتميز جل العلماء بأنهم أصحاب انتماء لطريقة من طرق التصوف. ولم يكن هذا التأطير من جهة العلماء وفق الثوابت ينفي معرفة بعضهم بالمذاهب الأخرى وتناولهم لمسائل الاجتهاد والمقابلة على مقتضى ما يسمونه بالخلاف العالي”.
إن العمل الذي تم الإعلان عنه اليوم وأطلق عليه معلنوه إعلاميا هذا الوسم: http://www.attawabit.ma/ ليأتي طبعا في هذا السياق العلمي والتاريخي الذي ورد في النص المسترشد به أعلاه فهؤلاء الأكاديميون ممن كانوا خلف المشروع (الموقع الإليكتروني ) من مسؤولين مدنيا وقانونيا وأخلاقيا وكذا من مسؤولين علميا وأكاديميا عن خطاب الثوابت الذي يحدده الموقع مَوْضع وموضوع الاشتغال ويٌفرغ فيه الهم والانشغال من خريجي الجامعة المغربية الأصيلة والحديثة، وهم أنفسهم مؤطرو الدرس الجامعي – الذي وجهت إليه الدعوة لتدريس الثوابت الدينية- بها وأمناء المعرفة الأكاديمية بها ومبلغو أو مسؤولو التبليغ من موقع كونهم أعضاء بالمجلس العلمي الأعلى أو رؤساء بالمجالس العلمية المحلية أو أعضاء بها أو أعضاء بهيئة التدريس بالمعاهد والمؤسسات التابعة لجامعة القرويين ،كل هؤلاء اليوم لمن تيسر له قد حاضر وحضر في النشاط العلمي الدولي ذي الإسم والوسم “قول العلماء في الثوابت الدينية المغربية”.
استراتيجة العمل العلمي بالموقع:
وسيكون بالموقع دراسات أكاديمية وتحقيقات علمية محكمة حول الموضوع – الثوابت الدينية المغربية -وبذلك فهو مركز أكاديمي موضوعاتي به أكاديميون حملوا هم تأمين معرفة آمنة أصيلة حول الثقافة والحضارة الدينية المغربية كما المشترك البيني بين المملكة ودول إفريقيا ؛ للمغرب فيها حضور ممتدة قرونا نحو الماضي مؤسِّسا مؤسساتيا الامتداد قرونا أخرى بالقارة الإفريقية نحو المستقبل عن طريق شريك الموقع في الندوة الدولية حول الثوابت الدينية ؛ وهو أول عمل علمي يفتتح به الموقع برنامجه العلمي والخط الأكاديمي في نفس الوقت الذي تم فيه إطلاق بوابته ، تلك هي مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي ما تزال تبدع وتبتكر في باب الخطاب الديني المشترك بين المغرب وافريقيا.
مما جاء في تقديم الموقع ” وما كان ذلك ليتحقق ويستمر لولا جهود أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس أيده الله، ونصره، الذي ما فتئ يرعى ما ولاه الله إياه من أمر حراسة الدين وسياسة شؤون المسلمين.
ولما بدا من مكنون السر ما بدا، بفضل ما أرشد الله إليه وهدى، فقد هيأ سبحانه للقيام بخدمة هذه الثوابت ثلة من العلماء العاملين والأساتذة الباحثين من المغرب وإفريقيا، من مختلف المعاهد الدينية والمؤسسات العلمية والجامعات المغربية، الذين حرروا علومها وضبطوا رسومها ضمن أنشطتهم السنوية وندواتهم الموسمية”.
التعريف بالموقع لست أجد تعريفا للموقع من غير ما عرف به نفسه في التقديم “لذا اقتضى نظر مجموعة من الأكاديميين إنشاء موقع يعنى بالثوابت الدينية المغربية ليكون حاضنا للأنشطة العلمية، التي تنظم في مختلف الكليات والوحدات التكوينية، حيث بادر القائمون عليها إلى توقيع مذكرات تعاون مع موقع الثوابت الدينية المغربية”.
موقع مدني بمبادرة من مجموعة من الأكاديميين يساند الخطاب الرسمي عن الثوابت الدينية المغربية ليتفاعل مع الموضوع من حيث يٌحضتن بالكليات والمعاهد والمدارس والجامعات المغربية.
هكذا إذن ، تتحدد هوية الموقع الإعلامية وخطه الأكاديمي وانشغاله العلمي .
الهندسة العلمية والإعلامية للموقع :
يتضمن الموقع أبوابا وأعمدة موضوعاتية نوردها مرتبة كما هي لكن برقيم من عندنا وكذا ببعض ما جاء عنها في تقديم الموقع:
1 – ﺇمارﺓ اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ؛ ” وذروة سنام تلك الثوابت إمارة المؤمنين القائمة على البيعة الشرعية المنصوص عليها في القرآن الكريم، والسنة النبوية “.
2 – اﻟﻌﻘﻴﺪﺓ اﻷﺷﻌﺮﻳﺔ؛ “وقلبها العقيدة الأشعرية التي أخذ بها المغاربة بناء على إجماع علماء المذاهب السنية “.
3 – اﻟﻤﺬﻫﺐ اﻟﻤﺎﻟﻜﻲ؛ ” وأحكامها مؤسسة على اختيار المغاربة العمل بمذهب علماء المالكية “.
4 – اﻟﺘﺼﻮﻑ اﻟﺴﻨﻲ؛ ” وأما سلوكها فمنوط بالسادة الصوفية على الطريقة الجنيدية “.
هذا بخصوص الجزء الأول من أعمدة الموقع التي موضوعها الثوابت الديني المغربية، “وتعليقا على ذلكم ورد من التقديم للموقع” سار المغاربة ومعظم الأفارقة ضمن منظومة دينية تحرسها ثوابت معلومة هي محجتهم البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك “.
كما يتضمن الموقع في الجزء الثاني أعمدة لها أبعاد مسماة من قبيل:
1 – البعد الوطني : الثوابت الدينية وتجلياتها في التنمية من خلال النموذج التنموي المغربي الجديد.
د. محمد البخاري – (كلية الشريعة بفاس)
2 – اﻟﺒﻌﺪ اﻹﻓﺭﻳﻘﻲ: أثر المشترك المذهبي والعقدي في الوحدة الإفريقية
د. محمد أمباكي جوف: –أستاذ الدراسات العربية الإسلامية، والثقافة السياسية – السنغال
3 – اﻟﺒﻌﺪ اﻟﺪﻭﻟﻲ: أبعاد إمارة المؤمنين في السياق الإفريقي
د. إبراهيم أحمد مقري – جامعة بايرو كنو- نيجيريا
هذه نماذج لدراسات تم نشرها بالموقع لتناسُب كل دراسة مع عمود من الأعمدة وفق تقسيم منهجي أكاديمي له طابع إعلامي بامتياز. أما في الجزء الثالث من تصنيفنا لتلكم الأعمدة فنجد :
1- ﺑﺼﺎﺋﺮ؛ عمود للباحث في الفكر الإسلامي د.سعيد شبار رئيس المجلس العلمي- بني ملال إسهام بهذا الموضع : الاختيارات الدينية المغربية
2- ﻭﺛﺎﺋﻖ؛ يتضمن هذا العمود رسائل وخطبا ملكية للملوك العلويين أمراء المؤمنين .
3 – ديوان الموقع ؛ موضوعه عن الثوابت الدينية المغربية على شكل منظومة بعنوان : وَأَدِمْ عَلَى هَذِيِ الْبِلاَدِ أَمَانَهَا. شعر ذ. محمد البلغمي (فاس)
4 – اﻟﻤﻜﺘﺒﺔ ؛فهو عنوان عمود غني بمراجع يمتزج فيها الخطاب الوطني والديني على طريقة المغاربة المتأصل في أمات الكتب في الباب ممن عقلها ونقلها أول الألباب.
5– المجلة؛ يتضمن العمود شروط النشر وكذا تعريفا ب : مجلة الثوابت الدينية المغربية التي يتحدد موضوع العدد الأول منها والموسوم ب :إمارة المومنين وواجبها في الحفاظ على الدين ورعاية مصالح المسلمين.
6- ﺭﻭاﺑﻂ ؛ في طور الإنجاز ولكن احتمال كبير أن يحيل على روابط المؤسسات الرسمية الفاعلة في خطاب الثوابت الدينية المغربية كل من موقعه ووظيفته ، كما قد يحيل – ومما لا شك فيه – على روابط الشركاء في التناول العلمي لخطاب الثوابت الدينية المشتركة بين المغرب والدول الإفريقية جنوب الصحراء والشركاء قادمين أكاديميا من مثل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة التي ” ينظم موقع الثوابت الدينية المغربية بالتعاون مع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة ندوة علمية دولية في موضوع: “قول العلماء في الثوابت الدينية المغربية”، يومي السبت والأحد 25 و26 ذي القعدة 1443هـ الموافق لـ 25 و26 يونيو 2022م بفاس، وذلك بمشاركة رؤساء وأعضاء فروع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة من أربعة وثلاثين بلدا إفريقيا، وحضور الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، وأعضاء المجلس العلمي المغربي لأوروبا، ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات بالمغرب ورئاسة جامعة القرويين ومؤسسة دار الحديث الحسنية ومعهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، و مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف المحمدي الشريف، ومديرية الوثائق الملكية، ومحافظي الخزانات الوطنية والمراكز البحثية، وممثلي السلطة المحلية، وحضور العلماء والباحثين والأكاديميين، وغيرهم من الشخصيات ذات الصلة بموضوع الثوابت الدينية المغربية. ”
هذا ويتضمن الموقع أيضا دراسات وتحقيقات في فقه الصلاة على الماجريات المغربية من نماذج ذلكم هذا العنوان :مشروعية السدل والرد على من أنكره في صلاة الفرض ؛كتاب (مشروعية السدل والرد على من أنكره في صلاة الفرض) لعبد الله بن الهاشمي بن خضراء السلوي (تـ 1324هـ). دراسة وتحقيق د. نور الدين بن محمد لرجى.
وعلى سبيل الإقفال من غير الإغفال ودعوة لمزيد من الإقبال نقول : وإذ كنا راهنا على اعتبار “المغرب الفاعل المرجعي في الخطاب الديني الرقماني” فلم يخب القدر ظننا بحيث لم يمر أكثر من شهرين عن الخبر بعد أن أعلنا ذلك إثر إطلاق منصة محمد السادس للحديث الشريف ، التي واكبنا حدثها لحظته بمقال بعنوان : المغرب ، الفاعل المرجعي في الخطاب الديني الرقماني : منصة محمد السادس للحديث الشريف نموذجا ، حتى نكون اليوم مع موعد رقمي آخر في باب التبليغ الرقمي المدني مما يساند خطابه وهويته وانتماؤه الخطاب الديني الرسمي لتكتمل الحلقة زينتها وتتحلى بحللها البهية في مبادرة أكاديمية مدنية للترافع عن خطاب الثواب الدينية المغربية.
مراجع المقالة الإعلامية:
موقع وزارة الأوقاف والشؤوالإسلامية
موقع الثوابت الدينية المغربية
موقع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة
المصدر : https://dinpresse.net/?p=17896