دين بريس. رشيد المباركي
جدل كبير اندلع مؤخرا على هامش إعلان الاتحاد الأوروبي عن تمويل مشروع ضخم بقيمة عشرة ملايين يورو تحت عنوان “القرآن الأوروبي”، ويهدف المشروع الممتد من 2019 حتى 2025، إلى دراسة أثر القرآن الكريم على الفكر الأوروبي بين القرنين الثاني عشر والتاسع عشر، بقيادة المؤرخ الفرنسي جون تولان، الذي يعتقد أنه بهذه الخطوة يصحح الصورة النمطية عن الإسلام في الغرب، ويغير النظرة التي يراد ترسيخها عنه.
وصدرت حتى الآن بعض التفاعلات الأولية مع المشروع، منها بعض التدوينات فى مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى بعض المواكبة الإعلامية وإن كانت متواضعة.
وتفيد بعض القراءات بأن محاولة لاحتواء الإسلام في سياق ثقافي أوروبي فقط، وتفكيك النص القرآني من سياقه الإسلامي وقراءته بمعايير غربية على المقاس، تطرح عدة أسئلة، خاصة أن القرآن الكريم نزل لكل الناس والأجناس، وجعل الله تعالى تعاليمه منبثقة من صورة الإسلام، ومن المرفوض أن يتم جعل كلام الحق متماشيًا مع القيم الأوروبية المهيمنة، ومن الدخيل على الإسلام الحديث عن شيء اسمه “الإسلام الأوروبي”.
كما ذهبت تفاعلات أخرى إلى التذكير بأهمية المواكبة البحثية لهذه المشاريع، وهي مواكبة متواضعة أيضا في المغرب والوطن العربي.
على صعيد آخر، انتقد النائب الأوروبي فابريس لوجيري تمويل الاتحاد الأوروبي لمشروع أكاديمي يحمل عنوان “القرآن الأوروبي”. واعتبر لوجيري أن هذا المشروع يشكل “إعادة كتابة أيديولوجية للتاريخ الديني والثقافي لأوروبا”، مشككا في المعايير العلمية التي أُقر بموجبها التمويل، وداعيا المفوضية الأوروبية إلى مراجعة أكثر دقة لمثل هذه المبادرات البحثية.