زعيم الخيرالله
فُطِرَ الانسانُ على عِشْقِ الجَمالِ وَكَراهيةِ القبحِ، ولكن للاسف رُبِّيَ انسانُنا على أَنْ يَرى القبحَ جمالاً والجمالَ قبحاً، من خلالِ الافكارِ المُتَطَرِفَةِ التي يُغَذيها تَأريخٌ من الدَمِ والقتلِ والاحقادِ والصراعاتِ والحروبِ والفتن.
كُلُّ هذا القبح يغذيهُ كتابُ الفتنة وخطباء السوء، الذينَ يثيرونَ الفتنة ويغذّون الاحقاد، وينشرونَ القتلَ والرُّعبَ.
مردُّ ذلكَ كلِّهِ-في نظري-، الى فقدانِ الذائقةِ الجماليَّةِ. والاّ كيف يمارسُ التّكفيريُّ هذا الاجرامَ من قطعِ الرؤوس، وتكميم الافواه، وسبي النساء، بدمٍ باردٍ .
لو كان هذا التكفيريُّ يتذوق الجمال، ولهُ ذائقةٌ تُمَيِّزُ الجميلَ من القبيح، لما ارتكب كلَّ هذا القبح. الذائقةُ الجماليَّةُ عند هذه الاجيالِ التكفيرية ارتكست ومسخت بحيث صار يرى أن مايمارسهُ هو الجمال بعينهِ، ومايراهُ الاخرون قبحاً هو الجمالُ بعينهِ.
وعليه؛ اذا كنّا حريصين على انقاذ اجيالنا وشبابنا ومجتمعنا من هذا القبحِ الذي استطالَ شرُّهُ على ظهرِ هذا الكوكب؛ علينا أنْ نضعَ مناهجَ جديدة تشحذ الذائقةَ الجماليّةَ، وتعيد لهذا الشاب فطرتَهُ العاشقة للجمال بعد أن مسَخَها الافاقون.
وَأعتقدُ أَنَّ كتاب “المراجعات” الذي كان حواراً رائعاً مفعماً بكل ماهو جميل، هو أفضل مقرر دراسيٍّ يقدم لهذا الجيل. الكتاب كان حواراً رائعاً كتب باسلوبٍ أدبيٍّ أَخاذٍ ، وتضمن هذا الحوار أدبٌ جمٌّ ، في عباراتهِ وكلماته التي تفوحُ منها رائحةُ الحب والمودة، بلا شتائم ولاسباب، كما نراها اليوم على الفضائيات التي تفوح منها رائحة الحقد والكراهية.
والحوار كان بين علمين كبيرين، من علماء المسلمين، السيد عبدالحسين شرف الدين، احد كبار علماء الشيعة، والشيخ سليم البشري شيخ الازهر، العالم السني الكبير.
هذا الكتاب يجب ان يدرس لاعادة الذائقة الجمالية لشبابنا الذي افترسته الحركات التكفيرية وملأت قلبه وعقله بكل ماهو قبيح.
لو اصبح الجمالُ قيمةً ساميّةً تدرس في مراحل الدراسة لانشأنا جيلاً يمتلك ذوقاً جمالياً سليماً يصعب اختراقهُ ولحمينا هذا الجيل من كل ماهو قبيح، ولحصّناه بالجمال من اختراق الافاكين والمتطرفين.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=19771