14 أغسطس 2025 / 10:57

توصيات دولية لحماية الخطاب الديني من الفتاوى المغلوطة ومواجهة التطرف الرقمي

اختتمت في القاهرة فعاليات المؤتمر الدولي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الذي انعقد يومي الثاني عشر والثالث عشر من أغسطس 2025 تحت عنوان صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة واسعة من ممثلي دور الإفتاء والمؤسسات الدينية من مختلف دول العالم.

وشكل المؤتمر منصة للحوار حول سبل تطوير العمل الإفتائي بما يواكب التحولات التكنولوجية المتسارعة ويحافظ على الثوابت الدينية والمرجعيات المعتبرة.

وأكد المشاركون في ختام أعمالهم على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين جميعا، واعتبار نصرة الشعب الفلسطيني فريضة دينية ووطنية، مع الدعوة إلى تكثيف الجهود الدولية لتقديم الدعم الإنساني العاجل دون عوائق، وحماية الأرواح البريئة ونصرة القضية العادلة.

وشددت التوصيات على أهمية وحدة الصف الإسلامي ونبذ الخلافات، والتأكيد على أن وحدة الكلمة وصلابة الصف من أهم ضمانات مواجهة التحديات التي تعترض الأمة، مع دعوة العلماء إلى تعزيز الروابط وتوطيد الأخوة الإسلامية.

ودعا المؤتمر المؤسسات الإفتائية والعلمية إلى اعتماد أعلى معايير الحيطة والدقة في الفتاوى الرقمية، وإرساء ضوابط فقهية وأخلاقية تحكم نشرها عبر الوسائط الحديثة، تجنبا لاضطرابات قد تنجم عن الانتشار السريع للمضامين غير المنضبطة.

وأكد المشاركون أن المؤسسات الإفتائية الرسمية هي الحصن المنيع لحماية المجتمعات من الفتاوى المغلوطة والخلل الفكري، كما أوصوا بوضع أطر أخلاقية صارمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي مستندة إلى النموذج المعرفي الإسلامي، مع التأكيد على توجيه التقنية لخدمة الإنسان وصون خصوصيته ورفض أي تزييف أو تحريض يهدد الأمن والاستقرار.

ودعت التوصيات إلى دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في البحث والدعوة وتطوير تطبيقات تسهّل الوصول إلى المصادر الموثوقة، والاستعداد الفقهي لمواجهة مستجدات العصر ببرامج بحثية موسعة لدراسة قضايا المستقبل.

كما شدد المؤتمر على أهمية التأهيل المزدوج للمفتين شرعيا وتقنيا، وتطوير البنية التحتية الرقمية لدور الإفتاء، وتعزيز التعاون مع مراكز البحث والمنظمات الدولية، ومواجهة خطاب الكراهية والتطرف الرقمي بآليات رصد ومبادرات توعوية لنشر قيم التسامح والاعتدال.

ودعمت التوصيات التنوع الثقافي والحوار بين الأديان والثقافات، وتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لخدمة الفتوى المعتدلة بلغات متعددة، وتشجيع البحث العلمي التطبيقي في الإفتاء الرقمي، وإطلاق برامج لتوعية الجمهور بمخاطر الاعتماد على الفتاوى غير الموثوقة عبر المنصات المفتوحة.

كما أوصى المشاركون بإدماج قضايا المناخ في أولويات المؤسسات الإفتائية وإشراك القيادات الدينية في جهود التوعية البيئية، بما يبرز البعد الأخلاقي والديني في مواجهة التغير المناخي.