تقرير: نقطة ضعف مشتركة بين البنتاجون وعمالقة الذكاء الاصطناعي. كلاهما في حاجة إلى بطاريات الصين
رشيد المباركي
اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن هيمنة الصين على تكنولوجيا البطاريات باتت تشكل نقطة ضعفٍ حاسمة للجيش الأمريكي وقطاع الذكاء الاصطناعي الأمريكي على حدٍ سواء. فمع اشتداد المنافسة مع بكين في مجال الذكاء الاصطناعي، وتطور أساليب الحرب لتشمل الطائرات المسيّرة والليزر والأنظمة الإلكترونية، برزت البطاريات كمورد استراتيجي يُضاهي أشباه الموصلات.
وتعتمد مراكز البيانات التي تُشغل أنظمة الذكاء الاصطناعي وأنظمة الأسلحة المستقبلية بشكلٍ متزايد على بطاريات الليثيوم أيون، المصنّعة في الصين في الغالب، مما يثير مخاوف تتعلق بالأمن القومي تتجاوز قطاع السيارات الكهربائية. وأوضحت الصحيفة أن المنشآت الضخمة التي تشغل نماذج الذكاء الاصطناعي تتطلب كهرباء متواصلة، إذ يمكن حتى لانقطاعات قصيرة أن تتلف البيانات والبرمجيات الحساسة. ولضمان موثوقية شبه مثالية، تشتري شركات التكنولوجيا كميات هائلة من بطاريات الليثيوم أيون لتوفير طاقة احتياطية.
وتهيمن الصين على هذا السوق، متصدرة من حيث الحجم والتكلفة والتكنولوجيا في جميع مكونات إنتاج البطاريات تقريبا، بدءا من المواد الخام وصولا إلى الخلايا المصنعة. وفي البنتاجون، تظهر مخاوف مماثلة لأسبابٍ مختلفة؛ حيث تعتمد الحروب الحديثة، التي تشكلت من دروس أوكرانيا، بشكل متزايد على الأنظمة التي تعمل بالبطاريات، مثل الطائرات المسيّرة والأقمار الصناعية ونظارات الرؤية الليلية وأجهزة الراديو والليزر.
ومعلوم حسب الصحيفة أن الجيش الأمريكي يعتمد حاليا على سلاسل التوريد الصينية لآلاف مكونات البطاريات المستخدمة في مختلف منصات الأسلحة، ما يعني أن جميع الأنظمة العسكرية الأمريكية تقريبا تحتوي على أجزاء بطاريات أجنبية، وغالبا ما تكون صينية. كما أشارت الصحيفة إلى أن الصين عززت هذه الهيمنة عمدا لسنوات، وألمحت إلى استعدادها لتسليحها. ففي أكتوبر، هددت بكين بتقييد صادرات تقنيات البطاريات المتقدمة والمكونات الرئيسية، مثل مصاعد ومهابط الجرافيت. ووفقا لبيانات دولية، تُنتج الصين جميع خلايا بطاريات فوسفات الحديد الليثيوم تقريبا على مستوى العالم، وتسيطر على الغالبية العظمى من عمليات التكرير وتصنيع المكونات، ما يجعل الولايات المتحدة في وضع حرج للغاية.
تلفت الصحيفة إلى أن إدارة ترامب جمّدت التمويل المتعلق بالبطاريات بعد توليها السلطة، وضمّت البطاريات إلى تقنيات الطاقة النظيفة التي سعت إلى التقليل من شأنها. إلا أن المسؤولين أعادوا تقييم البطاريات لاحقا، معتبرينها ضرورية للذكاء الاصطناعي والدفاع والأمن القومي. سمحت الإدارة الأمريكية بهدوء باستمرار منح البطاريات، وعقدت اجتماعات رفيعة المستوى لسلاسل التوريد، واستثمرت في شركات ناشئة متخصصة في البطاريات والمعادن، وحثت حلفاء مثل اليابان على الاستثمار في التصنيع الأمريكي، وقيدت مشتريات البنتاجون من الشركات المرتبطة بالصين.
التعليقات