كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تقرير حصري نشرته أخيرا، عن توقيف المئات من عناصر جبهة البوليساريو داخل الأراضي السورية، بعد سقوط نظام بشار الأسد، مؤكدة أن هؤلاء العناصر تلقوا تدريبات عسكرية على يد الحرس الثوري الإيراني، في إطار دعم طهران لسياسات زعزعة الاستقرار الإقليمي.
ووفقا لما أوردته الصحيفة، فإن السلطات السورية الجديدة وضعت يدها على “شبكة معقدة من المليشيات”، كانت جزء من بنية النفوذ الإيراني في سوريا، ومن ضمنها ميليشيات تابعة لجبهة البوليساريو، التي تتخذ من الجزائر مقرا لها، والتي كانت تحظى بدعم وتدريب مباشر من طهران.
وأبرز التقرير أن إيران وفّرت لجبهة البوليساريو موارد عسكرية وتكوينية في إطار خطتها لاستهداف استقرار المملكة المغربية، وهو ما يتقاطع مع تحذيرات سابقة من تورّط طهران في تسليح وتمويل جماعات انفصالية في شمال إفريقيا.
وفي سياق متصل، تعمل السلطات السورية الجديدة، بحسب الصحيفة، على تفكيك البنى التحتية التي أقامها النظام السابق لصالح الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك خطوط الإمداد والتهريب التي كانت تُستخدم لنقل الأسلحة إلى “حزب الله” وميليشيات أخرى موالية لإيران في لبنان.
ويضيف توقيف عناصر من البوليساريو داخل سوريا بُعدا جديدا للصراع، إذ يكشف عن مدى توغّل إيران في توظيف مجموعات غير تقليدية لخدمة أجندتها الإقليمية، وهو ما قد يفتح الباب أمام مزيد من التدقيق الدولي في طبيعة العلاقات بين طهران وجماعات الانفصال المسلحة في المنطقة.