13 أكتوبر 2025 / 10:24

تقرير: عدوي عدوك.. لماذا تصلح الهند علاقاتها مع طالبان؟

إعداد: رشيد المباركي

ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية أن الهند تتجه نحو تعزيز علاقاتها مع حركة طالبان مع تصاعد التوترات بين أفغانستان وباكستان، وهما من منافسيها الإقليميين. وقد مثّلت زيارة وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي، إلى نيوديلهي في 10 أكتوبر أول لقاء رفيع المستوى بين البلدين منذ الانسحاب الأمريكي من كابول في عام 2021. وتزامنت زيارته مع اشتباكات حدودية دامية بين طالبان والقوات الباكستانية، أسفرت عن مقتل العشرات من الجانبين. وبالنسبة للهند، التي لطالما اعتبرت باكستان خصمها الرئيسي، فإن حكومة طالبان المعادية لإسلام آباد تمثّل فرصة استراتيجية لمواجهة نفوذ باكستان في المنطقة.

كما أشارت الصحيفة إلى أنه خلال اجتماع متقي مع وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، أعلنت نيوديلهي عن خطط لرفع مستوى بعثتها الفنية في كابول إلى سفارة كاملة – في إشارة مهمة إلى تنامي التعاون الدبلوماسي. وبينما لم تعترف الهند رسميا بنظام طالبان، يرى الخبراء أن هذه خطوة في هذا الاتجاه. ومن جانبها، ترى طالبان أن توثيق العلاقات مع الهند وسيلة لتعزيز الشرعية الدولية وجذب الاستثمارات. ومع ذلك، لا تزال الجروح القديمة قائمة؛ إذ لا يزال دعم طالبان التاريخي للتشدد المناهض للهند، بما في ذلك اختطاف طائرة الخطوط الجوية الهندية رقم IC-814 عام 1999، يثير قلق المسؤولين الهنود.

بحسب الصحيفة، لم تخل الزيارة من جدل. فقد منعت الصحفيات من حضور مؤتمر صحفي في السفارة الأفغانية في نيوديلهي، مما أثار انتقادات لاذعة من السياسيين الهنود الذين أدانوا هذه الخطوة باعتبارها إهانة لحقوق المرأة. وعلى الرغم من أن طالبان وصفتها لاحقا بأنها “مسألة فنية”، إلا أن الحادثة سلّطت الضوء على المخاطر الأخلاقية والسياسية التي تواجهها الهند في التعامل مع نظام معروف بمعاملته السيئة للمرأة. ومع ذلك، يبدو أن الاعتبارات الاستراتيجية والأمنية لنيودلهي تفوق المخاوف الأيديولوجية.