رشيد المباركي
ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أن إيران تعيش عاما قاسيا تخللته تفجيرات، وإعادة فرض عقوبات أممية، وانهيار اقتصادي متسارع، دون أن تتخذ قيادتها الدينية أي خطوات حاسمة لوقف التدهور أو استئناف المفاوضات النووية أو الاستعداد الكامل لاحتمال اندلاع مواجهة جديدة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل. وأشارت إلى أن الزعيم الأعلى علي خامنئي، البالغ 86 عاما، الذي طالما تحدث عن “الصبر الاستراتيجي”، بات يواجه اتهامات بأن هذا الصبر تحوّل إلى شلل سياسي، في وقت تتعرض فيه أطراف “محور المقاومة” لخسائر فادحة، بينما يغيب الدعم المادي من الصين وروسيا. وحذر خامنئي في سبتمبر من أن حالة “اللاحرب واللاسلم” خطيرة على البلاد.
وأضافت الوكالة أن الخوف من الحرب بات سائدا بين الإيرانيين مع تدهور قيمة الريال، وازدياد القلق الشعبي مع كل حادث صناعي أو حريق. ونقلت عن المحلل علي عبد الله خاني من مكتب الشؤون الاستراتيجية الرئاسي قوله إن استمرار التحذيرات اليومية من الحرب يُبقي البلاد في “حالة دائمة من الأزمة” تُنهك قدراتها السياسية والإدارية. كما أشارت الوكالة إلى أن العقوبات الأممية التي أُعيد فرضها الشهر الماضي بموجب آلية “العودة السريعة” استهدفت البنك المركزي وصادرات النفط، رغم اعتراض الصين وروسيا. وأوضحت أن هذه العقوبات قد تسمح باحتجاز شحنات النفط الإيراني، وهو ما قد يشعل مواجهات بحرية جديدة.
وأبرزت الوكالة الانقسامات داخل النظام الإيراني بعد مقتل قيادات عسكرية بارزة خلال الحرب مع إسرائيل في يونيو، مشيرة إلى غياب العروض العسكرية الكبرى وتراجع الأنشطة البحرية خشية استهدافها. وأقرّ المستشار علي شمخاني بأن هجمات إيران على إسرائيل عام 2024 “لم تحقق النتائج المطلوبة”، ملمّحا إلى ضرورة امتلاك سلاح نووي، في تحول نادر بالخطاب الرسمي. لكن تسريب فيديو من زفاف ابنته أثار حملة ضده من المتشددين. وفي ظل تصاعد الإعدامات وارتفاع التضخم إلى 45% بحسب صندوق النقد الدولي، يواصل الرئيس السابق حسن روحاني انتقاد المتشددين ومحاولة حشد رجال الدين في قم.