ترامب يتعهد بدعم سوريا بعد محادثات تاريخية مع الشرع
رشيد المباركي
ذكرت وكالة “رويترز” أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تعهد ببذل كل ما في وسعه لجعل سوريا ناجحة، عقب محادثات تاريخية مع الرئيس السوري أحمد الشرع في واشنطن.
وأوضحت الوكالة أن أحد أهداف الشرع الرئيسة في واشنطن كان الدفع نحو رفع العقوبات الأمريكية الصارمة بالكامل. بينما التقى ترامب خلف الأبواب المغلقة، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية تمديد تعليق تطبيق عقوبات “قيصر” لمدة 180 يوما، مع الإشارة إلى أن الكونجرس وحده يستطيع رفعها كليا.
وتعد هذه الزيارة أول زيارة لرئيس سوري إلى واشنطن، بعد ستة أشهر من لقائهما الأول في السعودية. وبحسب الوكالة وصل الشرع دون المراسم المعتادة للزعماء الأجانب، ودخل من باب جانبي حيث اكتفى الصحفيون بمشاهدة لمحة سريعة له. وامتدح ترامب الشرع كقائد “قوي” وأعرب عن ثقته فيه، مضيفا: “سنفعل كل ما في وسعنا لجعل سوريا ناجحة”.
كما أوضحت الوكالة أن المحادثات تركزت أيضا على الأمن، حيث تسعى الولايات المتحدة لدعم انتقال سوريا الهش، والتوسط في محادثات محتملة حول اتفاق أمني مع إسرائيل، رغم المخاوف من علاقات الشرع السابقة مع الجماعات المسلحة. وقد تم إحباط محاولتي اغتيال له من تنظيم داعش في الأشهر الأخيرة، في حين شنت وزارة الداخلية حملة واسعة ضد خلايا التنظيم في البلاد، واعتقلت أكثر من 70 مشتبها.
ووفقا للوكالة تسعى سوريا لرفع قانون “قيصر”، ما من شأنه جذب استثمارات عالمية لإعادة إعمار بلد دمرته 14 عاما من الحرب، حيث يقدر البنك الدولي تكلفة إعادة الإعمار بأكثر من 200 مليار دولار. ويشير إلى أن الهجمات الطائفية الأخيرة أودت بحياة أكثر من 2500 شخص منذ سقوط الأسد، ما يضع قدرة الحكم الجديد على المحك. وأوضحت الوكالة أن تحول الشرع الشخصي مثير للإعجاب أيضا، إذ انضم للقاعدة في العراق عقب غزو 2003، وسُجن ثم عاد للانضمام للتمرد ضد الأسد، وقطَع علاقاته مع التنظيم عام 2016، ليصبح أبرز قائد في شمال غرب سوريا. وقد أُزيلت المكافأة المالية الأمريكية التي كانت معلنة مقابل القبض على الشرع في ديسمبر، وألغى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة مؤخرا العقوبات المتعلقة بالإرهاب عنه وعن وزير الداخلية أنس خطاب.
التعليقات