تداعيات فتح الحدود التركية على خطاب اليمين المتطرف وواقع المسلمين في ألمانيا

محمد عسيلة
2020-06-15T08:27:59+01:00
featuredآراء ومواقف
محمد عسيلة29 فبراير 2020آخر تحديث : الإثنين 15 يونيو 2020 - 8:27 صباحًا
تداعيات فتح الحدود التركية على خطاب اليمين المتطرف وواقع المسلمين في ألمانيا
assila  - دين بريسمحمد عسيلة

تركيا هددت ونفذت تهديدها في ظل التداعيات الحالية المرتبطة بالصراع السوري/التركي/الروسي/الناتو/ الاتحاد الأوربي: كل يغني ليلاه! هددت تركيا والتي تسعى أن تكون حليفًا استراتيجيًا لا يشق له غبار في الصراعات الجيو- سياسية بالمنطقة بنقل اللاجئين السوريين عند الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبية وذلك من أجل خلق موجة جديدة من اللاجئين تزحف إلى أوروبا حاملة كل أحلامها وانتكاساتها وتخوفاتها من واقع مقرف ومستقبل مجهول.

وفي هذا السياق كل الأقلام الصحفية وكاميرات منابر الإعلام المتصارعة على نقل وتحليل وتقديم الخبر بكل التقديرات والتخمينات صرحت بأن المجموعات الأولى من اللاجئين القابعين في تركيا قد انطلقت بالفعل.

لم تبق دول الجيران مثل اليونان مكتوفة الأيدي، بل قامت على الفور بإغلاق الحدود مع تركيا وكدست طوابير من ضباط الشرطة وحرس الحدود والجنود على حدودها لتكون “شرطيًا” قد يستفيد من دعم وسخاء حاتمي أوروبي في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها.

كما بدأت بلغاريا أيضًا في زيادة حماية حدودها مع تركيا. يقول المسؤولون إن أزمة الهجرة الجديدة تشكل تهديداً أكبر، حيث تبذل الجهود في أوروبا للسيطرة على وباء الفيروس كورونا. وقال رئيس الحكومة البلغارية إنه سيتم وضع قوات الدرك على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.

فهاهم اللاجئون مرة أخرى يتحولون إلى “كرة” تتقاذفها الأرجل دون شفقة ورحمة ويتم استغلالهم كورقة ضغط في خلق أحلاف أو نسف أخرى.

لكن السؤال المطروح: ما تداعيات هذه الموجة الجديدة التي ستكون مختلفة عن سابقاتها في ظل مواجهة وباء كورونا على الوضع المتأزم للمسلمين في ألمانيا؟

ما تأثير ذلك على رجل الشارع الألماني في مرحلة الانتخابات التي تجتازها عدد من الولايات الألمانية والمراكز البلدية وعلى صناديق الاقتراع وتطعيم “شوكة” حزب البديل وموجات اليمين المتطرف في ألمانيا؟ ماذا أعد المسلمون وتمثيلياتهم للخروج باتحاد وعقد أحلاف قوية بعد هاناو وقبلها وبعدها في ظل التهديدات الصريحة بتفجيره نسف دور العبادة وقتل المواطنين بسحنة أجنبية في المقاهي والمطاعم والشارع العام؟

أسئلة مؤرقة تجعلنا كمسلمي هذا البلد نرفع أكف الضراعة للعلي القدير أولًا أن يرفع عنا الضر والبأس من جهة، ومن جهة أخرى التفكير في تصور عملي ننقذ به ما تبقى بعد هذا الهدم المتدرج وهذه التعرية – بلغة الجيولوجيين – التي تهدم صرح الديمقراطية وعمران حقوق الإنسان وتنسف القيم الكونية التي تنادي بها كل الديانات الإبراهيمية إن جاز التعبير فقهيا وشرعيا!
ليس بالضرورة إيجاد جواب أو أجوبة مرتجلة مبنية على الخوف والتخويف واللحظية واللغو؛ تبقى هذه الأسئلة جاثمة على صدورنا وعقولنا إلى أن تتشكل وحدة بين المسلمين وإلى أن نفهم بأننا مواطني هذا البلد نأكل ونشرب ونمشي في الأسواق ونؤدي ضرائبنا ونبني الحضارة ونساهم في الإثراء الثقافي ونذهب كذلك لزاما وليس اختيارًا – فرض عين صريح – إلى صناديق الاقتراع لنكون ورقة رابحة ومؤثرة على من يهمهم الأمر ويُضرَب لنا حسابات استراتيجية.

إلى ذلك الحين استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. يقول الله تعالى في كتابه العزيز: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ . وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّـهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نعمة اللَّـهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّـهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ” صدق الله العظيم .

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.