قال الدكتور سمير بودينار، مدير مركز الحكماء لبحوث السلام، إن ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا ليست طارئة ولا عابرة، بل تقوم على التخويف المتعمد وتشويه صورة الإسلام عبر حملات كراهية مصطنعة تسعى إلى بث الخوف والريبة من المسلمين.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “مواجهة الإسلاموفوبيا في أوروبا: قراءة تحليلية” نظمها جناح مجلس حكماء المسلمين في إطار مشاركته الرابعة بمعرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي الذي أقيم ما بين9 و17 من غشت الجاري.
وأوضح المتحدث أن هذه الحملات تُدار بأساليب مدروسة تستهدف تعطيل عملية الاندماج الطبيعي للمسلمين في المجتمعات الأوروبية، وتعتمد على صور نمطية مغلوطة تكرّس نظرة سلبية تحول دون المشاركة الكاملة في الحياة العامة.
ورأى أن التصدي لهذه الظاهرة يتطلب خططا عملية متعددة الأبعاد، إذ لا يكفي الاكتفاء بالخطاب العام أو ردود الفعل العاطفية.
وشدد بودينار على ضرورة سن تشريعات واضحة تحاصر خطابات الكراهية، مع تعزيز الرصد الإعلامي لمتابعة ما يُبث من مضامين مشوهة أو مضللة عن الإسلام، مؤكدا أن المؤسسات الفكرية والثقافية مطالبة بتكثيف جهود التوعية الفكرية العميقة وتقديم دراسات تكشف الخلفيات السياسية والأيديولوجية التي تغذي هذا الخطاب.
ودعا إلى تبني خطط استراتيجية متكاملة تساهم فيها المؤسسات الدينية والثقافية لإبراز القيم الحقيقية للإسلام القائم على الحوار والتسامح والتعايش المشترك، لافتا إلى أن هذه هي الوسيلة الأنجع لإحباط محاولات التشويه.
وأشار إلى أن مجلس حكماء المسلمين، برئاسة شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، يعمل بشكل متواصل على ترسيخ هذه الرؤية من خلال مبادرات فكرية وحوارات دولية، سعيا إلى ترسيخ قيم المواطنة الكاملة والاندماج الإيجابي للمسلمين في أوروبا.
يشار إلى أن الندوة عرفت مناقشات تناولت سبل الانتقال من التنديد بخطابات الكراهية إلى اقتراح آليات عملية تشمل الرصد والتشريع والتوعية، وذلك في إطار البحث عن مقاربات يمكن أن تسهم في الحد من الظاهرة وإبراز صورة الإسلام في بعدها القائم على السلم والتعايش.
ــــــــــــ
مصدر الصورة من موقع مجلس الحكماء