انطلاق محادثات أممية لتجنيب العالم كارثة مناخية

200 دولة تشارك في مفاوضات علمية وفي ظل فيضانات اجتاحت ثلاث قارات

دينبريس
2021-07-27T15:15:46+01:00
تقارير
دينبريس27 يوليو 2021آخر تحديث : الثلاثاء 27 يوليو 2021 - 3:15 مساءً
انطلاق محادثات أممية لتجنيب العالم كارثة مناخية

دين بريس
تبدأ نحو 200 دولة مفاوضات عبر الإنترنت اليوم الإثنين، للمصادقة على تقرير علمي للأمم المتحدة سيؤسس لقمم مرتقبة خلال الخريف تعنى بمهمة تجنيب العالم كارثة مناخية على نطاق الكوكب.

وفي ظل موجات حر وجفاف قياسية وفيضانات اجتاحت ثلاث قارات في الأسابيع الأخيرة وفاقمها الاحترار العالمي، يأتي تقييم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في الوقت المناسب.

جرس إنذار
وقال مؤسس “وحدة استخبارات الطاقة والمناخ” في لندن والخبير البارز فيها رتشارد بلاك، “لا شك في أن الاجتماع سيكون بمثابة جرس إنذار”.

وأشار إلى أن التقرير يأتي قبل أسبوعين فقط من انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة وقمة لمجموعة الـ 20 و”المؤتمر الـ 26 للأطراف في اتفاق الأمم المتحدة الإطارية حول تغير المناخ” الذي تشارك فيه 197 دولة في غلاسكو.

وتغير العالم منذ آخر تقويم شامل صدر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عام 2014 في شأن الاحترار العالمي في الماضي والمستقبل.

وفي ظل موجات الحر والحرائق، تبددت الشكوك التي كانت سائدة في أن الاحترار يتسارع أو في أن المصدر بشري بالكامل تقريباً، إضافة إلى المفهوم الذي يعطي تطمينات زائفة بأن تداعيات المناخ هي مشكلات الغد.

درجة حرارة الأرض
وفي عتبة أخرى منذ التقرير الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، تم تبني اتفاق باريس عام 2015، والذي حدد هدفاً جماعياً يقضي بالحد من درجة حرارة الأرض لتكون عند مستوى يتجاوز مستويات أواخر القرن الـ 19 بـ “أقل بكثير” من درجتين مئويتين.

ورفع التلوث الكربوني الناجم عن إحراق الوقود الأحفوري وتسرب الميثان والزراعة الحرارة بـ 1.1 درجة مئوية حتى الآن، فيما تزداد الانبعاثات مجدداً بعدما توقفت لمدة وجيزة على خلفية تدابير الإغلاق التي فرضها “كوفيد-19″، بحسب الوكالة الدولية للطاقة.

كما وضعت معاهدة 2015 حداً طموحاً بلغ 1.5 درجة مئوية، فيما افترضت جهات المشاركة في المحادثات بأنه سيبقى مجرد هدف طموح، وبالتالي سيكون من السهل تنحيته جانباً.

وكشف تقرير خاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ عام 2018 عن مستوى الدمار الذي قد يتسبب به ارتفاع درجة حرارة الأرض بدرجتين مئويتين بالنسبة إلى البشرية والكوكب.

وقال الأستاذ في جامعة ماينوث بيتر ثورن الذي كان من أبرز الشخصيات التي صاغت تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن 1.5 درجة مئوية “باتت الهدف بحكم الأمر الواقع”، ودليل على تأثير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في تشكيل السياسة العالمية في هذا الصدد.

ووفق حسابات العلماء، يتعين خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 50 في المئة بحلول العام 2030 وأن تنتهي تماماً بحلول 2050 لتبقى درجة حرارة الأرض ضمن نطاق 1.5 درجة مئوية.

وقال خبير المناخ والكاتب البارز أيضاً لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ومدير معهد بيار سيمون لابلاس، روبرت فاوتارد، “لدينا اليوم نماذج أفضل للتوقعات المناخية، وعمليات رصد أطول مع مؤشر أوضح بكثير على التغير المناخي”.

دراسات الإسناد
ولعل الاختراق الأكبر هو ما يعرف بدراسات الإسناد التي تسمح للمرة الأولى للعلماء بتحديد سريع لمدى تكثيف التغير المناخي حدثاً شديداً في الطقس أو إمكان حصوله.

فعلى سبيل المثال تمكن تجمع “إسناد الأحوال الجوية العالمية” بعد أيام قليلة من موجة الحر الشديدة التي اجتاحت كندا وغرب الولايات المتحدة الشهر الماضي، من التوصل حسابياً إلى أن حدوثها كان أمراً مستحيلاً تقريباً لولا الاحترار الذي تسبب به الإنسان.

لكن التحليل بعد الوقائع مختلف عن التوقعات المسبقة، فيما تعرضت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التي أسست عام 1988 لتوفير المعلومات الضرورية للمفاوضات المرتبطة بالمناخ في الأمم المتحدة، إلى انتقادات من قبل بعض الجهات التي اعتبرت أنها قللت من أهمية الخطر، وهو نمط اعتبرت مؤرخة العلوم في جامعة هارفارد نعومي أوريسكيس أنه يهدف للبقاء في الجانب “الأقل دراماتيكية” للأحداث.

واعتباراً من الإثنين، سينقح ممثلو 195 بلداً بمساعدة علماء “ملخصاً لصناع القرارات” مكوناً من حوالى 20 إلى 30 صفحة.

وسيستغرق الاجتماع الافتراضي المخصص للجزء الأول المعني بالعلوم الفيزيائية من التقرير المكون من ثلاثة أجزاء، أسبوعين بدلاً من أسبوع كما جرت العادة، فيما يتوقع نشر الوثيقة في 9 أغسطس (آب)، ويغطي الجزء الثاني من التقرير الذي سيتم نشره في فبراير (شباط) 2022، التداعيات.

وحذرت مسودة تم تسريبها واطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية من أن التغير المناخي سيعيد تشكيل الحياة على الأرض خلال العقود المقبلة، حتى وإن تمت السيطرة على التلوث الكربوني المسبب للاحترار، ودعت إلى “تغيير جذري” لتجنيب الأجيال المقبلة مواجهة وضع أسوأ بكثير.

أما الجزء الثالث الذي سيكشف عنه الشهر التالي فيدرس الحلول لخفض الانبعاثات.

وبناء على أبحاث منشورة، يتوقع التقرير الذي تجري مراجعته الأسبوع الحالي حتى وفق السيناريوهات المتفائلة “تجاوزاً” مؤقتاً لهدف 1.5 درجة مئوية، كما سيكون هناك تركيز على أحداث بـ “احتمال ضئيل وخطر كبير” مثل ذوبان الصفائح الجليدية التي قد ترفع منسوب مياه البحار بأمتار، وتآكل التربة الصقيعية المحملة بغازات الدفيئة.

وقال مدير معهد الأنظمة العالمية في جامعة إكستر تيم لنتون إن “التفاعلات التي تضخم التغيير أقوى مما اعتقدنا، ولربما نقترب من نقطة تحول ما”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.