المقاربات الاستراتيجة المغربية المعتمدة في التصدي للجائحة العالمية كوفيد-19

محمد أكعبور
2020-03-23T07:45:13+01:00
آراء ومواقف
محمد أكعبور23 مارس 2020آخر تحديث : الإثنين 23 مارس 2020 - 7:45 صباحًا
المقاربات الاستراتيجة المغربية المعتمدة في التصدي للجائحة العالمية كوفيد-19

محمد أكعبور ـ مرشد ديني باشتوكةآيت باها
تقديم:
يعتبر كوفيد 19- الخطر الذي يتهدد المنظومة الدولية والكونية للحياة الإسانية ، وللتصدي لهذا الوباء الخبيث ، المغرب نهج استراتيجية شمولية مندمجة وسياسة متجددة حسب ما يصدر عن أعلى سلطة في البلاد جلالة الملك محمد السادس نصره الله من توجيهات سامية وتعليمات عليا تستهدف المغرب للنهوض به صحيا – مع الإبقاء على حيوية المرفق العام ذي الخدمات الحيوية الضرورية للمواطنات والمواطنين بكافة الوطن في إطار سياسة التأمين الصحي من انتقال العدوى وتفشي المرض.

والمغرب باعتباره عضو المنتظم الدولي ذو سيادة كاملة مؤسسة على إمارة المؤمنين والملكية الدستورية وفقا لمقتضيات البيعة الشريفة الرامية حماية الرعية وحماية الملة والدين ومن العمل والإصلاح لبناء الدولة المغربية العصرية في إطار تفويض شعبي وفي لجلالة الملك أعزه الله بأخذ المبادرات تقرر في الوطن بقيادة جلالته تدابير وخطوات ظرفية.

ووفق الإرادة المولوية لجلالة الملك نصره الله وكل أمر تنفيذ سياسة جلالته في هذا الشأن إلى حكومته، بتنسيق مع المؤسسات الوطنية ذات الاختصاص.

فما هي إذن المقاربات الاستراتيجية المتخذة لهذا الغرض؟

أولا: المقاربة الدينية:
1- الخطبة الوطنية الموضوعاتية، وكان قد اتخذت بعدا تواصليا إخباريا للتفاعل مع الوباء بروح النصوص الدينية والتوجيه الديني السليم.
2- طلب مؤسسة إمارة المؤمنين فتوى موضوعاتية راهنة ذ، (بناء على طلب الفتوى الموجه إلى المجلس العلمي الأعلى من أمير المؤمنين، حفظه الله، وهو الذي تشهد الأمة على رعايته لبيوت الله وتعلقه بها وحرصه على الزيادة منها وفتحها للمصلين).
3- إصدار فتوى المجلس العلمي الأعلى، في الباب، تخص الإغلاق المؤقت للمساجد.
وقد أنخذ المغرب النموذج الأمثل كعادته في استصدار الفتوى تخص التعامل الديني وكذا المرتفقين الدينيين مع أماكن أداء شعائرهم الدينية.
وللعلم فإنا نشرنا مقالين منفصلين تباردعا يومي :20 و21 من الشهر الجاري على هذا الموقع .

ثانيا: المقاربة التضامنية:
1- المبادرة الملكية بجمع عشر مليارات.
2- إحداث (صندوق خاص بتدبير جائحة فيروس كورونا – كوفيد – 19).
واقتدى بجلالته كبار المسؤولين المدنينن والعسكريين ومؤسسة العلماء ورؤساء مؤسسات الدولة على الصعيد المركزي والجهوي والإقليمي والمدراء والرؤساء العامون للمقاولات الإنتاجية الكبرى والمتوسطة والصغرى وكبار رجال الأعمال وكذا المواطنات والمواطنون عبر الدفع والإيداع للحساب الخاص بالصندوق.
3-تكفل السلطات الصحية بالمشتبهين وبالمرضى بتسخيرها أطقمها الطبية والشبه الطبية والمساعدين ومؤسساتها المخبرية المدنية منها و(العسكرية).

ثالثا: المقاربة التواصلية-البلاغية:
1- إصدار عديد بلاغات عن السلطات الحكومية المركزية وحذت حذوها المؤسسات المدنية الرسمية وغير الرسمية –هيئات المجتمع المدني.
2- تسخير مواقع التواصل الاجتماعي- لنجاعتها – للمؤسسات الوطنية الحكومية منها وغير الحكومية.
3- الوضع رهن الإشارة أرقام خضراء.

رابعا: المقاربة التشريعية:
1- اعتبار البلاغات الصدارة عن وزارة الداخلية تشريعا -على الرغم من كونها بدءا تهدف إلى الإخبار والتواصل للامتثال. وخلال مخالفة محتواها تصير ذات مقاربة زجرية ردعية حماية للدولة والمواطنين من الخطر المداهم.
2- إصدار مشروع مرسوم رقم 2.20.293 يتعلق بإعلان حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا – “كوفيد 19”.

خامسا: المقاربة الدبلوماسية:
في هذه الظرفية الاستثنائية نشطت الدبلوماسية الإليكترونية أو الدبلوماسية عن بعد وقد أثتبت نجاعتها ليس على الصعيد الإقليمي فقط بل على الصعيد العالمي، حيث أخبر المغرب جميع دول الجوار المتعاملين معه سياسيا واقتصادينا بإغلاق الحدود الجوية والبحرية.

سادسا: المقاربة الإعلامية -التواصلية:
1- توحيد مصدر الخبر الإعلامي: وكالة المغرب العربي للأنباء MAP
2-تفاعل الإعلام المغربي بمختلف قنوات تصريفه السمعي والسمعي البصري والإليكتروني والورقي:
أ-قطب الإعلام العمومي : قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة
ب-قطب الإعلام ذو تقديم خدمات عمومية.
ج-قطب الإعلام الخاص: وقد مكنتنا مؤسسة إعلامية اليكترونية مشكورة خاصة بنشر موضوعين مواكبة لهذا الوباء الخبيث.
ويتمثل هذا التدخل الإعلامي لهذه المؤسسات الإعلامية الوطنية العمومية والشبه العمومية والخاصة التي أبدت تفاعلها وتضامنها الإعلامي على الموضوع الظرفي في مواكبة الحدث عن كثب لحظة بلحظة في النقط التالية:
1-تغطية المؤتمرات الصحفية الموضوعاتية للمسؤولين والسلطات ذات الاختصاص.
2-بث كبسولات تحسيسية بخطورة المرض والتأكد على الالتزام بالتعليمات الصادرة من مركزية الدولة مع الالتزام بقواعد النظافة والسلامة الصحية.
3-استضافة خبراء في الشؤون العامة والصحة العضوية والنفسية والعقلية.
4-تقديم خدمات التعليم عن بعد للتتبع الدراسي من أجل الحفاظ على السير الطبيعي لتدبير الزمن المدرسي لأبناء الوطن .
5-تقديم نشرات إخبارية استثانية موجزة ومفصلة.
6-تغيير البرمجة اليومية لهذه المؤسسات المقاولات الإعلامية الوطنية تماشيا مع الظرفية الراهنية وذلك بعقد ندوات ذات الصلة بالجائحة العالمية عن قرب وعن بعد حين استدعى الأمر أخذ الحيطة والحذر خصوصا بعد أن أصدر المجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية: SNPM( دليلا مهنيا للصحافيين والمؤسسات الإعلامية في مواكبة جائحة كوفيد 19″، يتضمن مبادئ أخلاقيات المهنة الواجب اعتمادها أثناء التعاطي المهني مع هذا الوباء، ومختلف الاحتياطات التي تهم سلامة المهنيين في تجنب المخاطر) والذي أعقب تحذير وزارة الصحة المغربية وعلى إثر ذلك أصدر بلاغ الحضر الصحي .
7-تعزيز وتفعيل (المنظومةالوطنية للرصد والمراقبة الوبائية) وإطلاق أرقام خضراء للتلبيغ عن الحالات المشتبهة والاستفسار عن الحالة الصحية متى حلت بالمواطن والمواطنة أو ذويهم شكوك .
8-تفعيل لجن اليقظة وطنيا وجهويا وإقليميا.
9-اعتماد العمل الإليكتروني لدى بعض المؤسسات الإنتاجية.

سابعا: المقاربة الزجرية:
1-للمخالفين تعليمات الجهات المختصة في الحظر الصحي ، وكذا تقنين التنقل وقد صدرت بلاغات موضوعاتية تفي بالغرض .
2-جزر المروجين المعاكسين لهذه التعليمات وكذا من ينشر الإشاعة باعتبار الدولة المغربية دولة المؤسسات وهي مؤسسات يثق فيها المواطنات والمواطنون .

هي إذن مقاربات استراتيجة ذات طبيعة شمولية اتخذت أبعادا دينية وتضامنية وتواصلية ، ولا شك أنها سبيل النجاعة لتطويق الوباء ومحاصرته .
أختم بمقاربة مجتمعية مطالبا : # خليك -فدارك -تنج –غيرك -وتنج –نفسك.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.