أكد الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر دولة الفاتيكان، بالأمس، أنه ما يزال “مفعما بالأمل” في إمكانية نجاح خطة السلام المقترحة في غزة، رغم تجدد أعمال العنف، مشددا على أن حرية التعبير تظل إحدى الركائز الأساسية في الدفاع عن الحرية الدينية.
جاء ذلك خلال إطلاق التقرير السنوي الجديد حول الحرية الدينية في العالم الصادر عن منظمة “عون الكنيسة المتألمة” (Aid to the Church in Need)، في حفل أقيم بالعاصمة الإيطالية روما، بمشاركة شخصيات دينية وإعلامية بارزة.
وأوضح الكاردينال بارولين أن المناخ الدولي يشهد تصاعدا في حالات عدم التسامح وانتهاكات حرية التعبير، مشيرا إلى حادثة زرع عبوة ناسفة أمام منزل أحد الصحافيين الإيطاليين، وما رافقها من أعمال ترهيب ضد الإعلام الحر، مؤكدا أن الدفاع عن حرية الصحافة هو دفاع عن كرامة الإنسان وحقه في المعرفة.
وفي سياق متصل، أعرب بارولين عن قلقه العميق من استهداف المستوطنين الإسرائيليين لمسيحيين في بلدة الطيبة بالضفة الغربية، مؤكدا أن هذه الاعتداءات تتعارض مع القيم الإنسانية والدينية المشتركة، داعيا إلى حماية جميع المدنيين دون تمييز.
كما تطرق إلى الأوضاع في نيجيريا، حيث شدد على أن ما تشهده البلاد “ليس صراعا دينيا بقدر ما هو اجتماعي”، موضحا أن النزاعات بين الرعاة والمزارعين تُستغل من قبل جماعات متطرفة لا تميز بين أهدافها، ما يؤدي إلى تفاقم المأساة الإنسانية في المناطق الريفية.
ويغطي التقرير أكثر من مئة دولة، مشيرا إلى أن ما يزيد على خمسة مليارات شخص حول العالم يواجهون أشكالا من انتهاك الحرية الدينية، خاصة في الدول التي تشهد نزاعات مسلحة أو تخضع لأنظمة سلطوية.
وتسعى المنظمة من خلال هذا التقرير إلى إبراز العلاقة المتكاملة بين حرية المعتقد وحرية الصحافة، معتبرة أن التضييق على الإعلام المستقل يفتح الباب أمام خطاب الكراهية والتطرف، ويقوّض أسس العيش المشترك الذي تسعى إليه الكنيسة الكاثوليكية عبر مبادراتها العالمية.