الفاتيكان.. اختفاء الكوفية الفلسطينية من مشهد المهد يشعل الجدل

دينبريس
عبر العالم
دينبريس16 ديسمبر 2024آخر تحديث : الإثنين 16 ديسمبر 2024 - 4:43 مساءً
الفاتيكان.. اختفاء الكوفية الفلسطينية من مشهد المهد يشعل الجدل

أثار اختفاء الكوفية الفلسطينية من مشهد المهد الذي قدمته فلسطين كهدية للفاتيكان جدلا واسعا، بعد أن أضيفت الكوفية إلى المشهد بشكل مفاجئ خلال حفل رسمي حضره البابا فرانسيس في قاعة بولس السادس يوم السبت 7 ديسمبر 2024.

وخلال الحفل، صلّى البابا فرانسيس أمام مشهد المهد، المصمم يدويا في بيت لحم باستخدام خشب الزيتون بتقنيات تقليدية فلسطينية، قبل أن يلقي كلمة دعا فيها إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط .

مشهد المهد الذي تضمن شخصيات السيدة العذراء والمسيح الطفل والقديس يوسف، إضافة إلى نجمة من عرق اللؤلؤ مستوحاة من التراث الفلسطيني في القرن الخامس عشر، أُعدّ بإشراف الفنانة الفلسطينية فاتن نسطاس متواسي والفنان جوني أندونيا من جامعة دار الكلمة في بيت لحم.

وشهد الحفل حضور شخصيات فلسطينية بارزة، من بينها السفير الفلسطيني لدى الفاتيكان عيسى قسيسية، ورمزي خوري رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأشادت الوفود الفلسطينية بعرض المشهد في الفاتيكان، معتبرة ذلك فرصة للاحتفاء بالهوية الثقافية الفلسطينية على الساحة الدولية.

إلا أن ظهور الكوفية أثار ردود فعل متباينة، حيث أعربت منظمات يهودية عن قلقها من إدراجها في مشهد ديني، ووصفت ذلك بأنه “تسييس لرمز ديني”، ومن بين المعترضين، لجنة الشؤون العامة الأمريكية اليهودية التي أعربت عن “خيبة أملها”، في حين وصفت وسائل إعلام يهودية إيطالية المشهد بأنه “يثير الصدمة”.

وفي خطوة غير متوقعة، اختفى مشهد المهد بالكامل، بما في ذلك الكوفية، خلال جلسة عامة للبابا فرانسيس يوم الأربعاء، وأوضح الفاتيكان أن التقليد يقضي بإزالة الطفل يسوع من مشهد المهد حتى ليلة الميلاد، إلا أن إزالة الكوفية أثارت تساؤلات حول ما إذا كان هناك ضغوط أو اعتبارات سياسية دفعت إلى هذا القرار.

فاتن نسطاس أعربت عن أملها في إعادة الكوفية إلى مكانها، مشيرة إلى أن العمل الفني حقق هدفه بتسليط الضوء على الهوية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين في ظل الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من 14 شهرا.

هذا الجدل يأتي في وقت حساس يتزامن مع جهود البابا فرانسيس للحفاظ على توازن دقيق في مواقفه بشأن الصراع في الشرق الأوسط، فقد أكد خلال اجتماعه الأخير مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على أهمية حل الدولتين وجعل القدس رمزًا للتعايش بين الديانات السماوية الثلاث، بينما شدد أيضا على إدانة جميع أشكال العنف.

ويبقى السؤال مطروحا حول مدى قدرة الفاتيكان على الحفاظ على موقفه الحيادي، في ظل الضغوط المتزايدة التي يفرضها المشهد السياسي والديني في المنطقة.
ــــــــــــ
مصدر الخبر: RNS

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.