الصادق العثماني
من أخطر الكتب التكفيرية على الشباب الإسلامي والتي تهدد الأمن القومي للدول العربية والإسلامية هما:
1) كتاب “العمدة في إعداد العدة للجهاد في سبيل الله”: وهو من أهم المراجع المعتمدة عند التيارات التكفيرية والجهادية في العالم منهم جماعة القاعدة وداعش وبوكو حرام وغيرهم من الجماعات المتطرفة..
كما ظل ذلك الكتاب وكذلك كتاب “الجامع في طلب العلم الشريف” للسيد إمام الشريف هما أهم مرجعيات التيار الجهادى العالمى بكل تنظيماته. وظل مؤلف الكتابين “الكرمزا” ومرجعية شرعية و فكرية لهذه التيارات رغم انكفاء سيد إمام على نفسه في اليمن إلى أن تم القبض عليه وتسليمه إلى مصر عام 2003م.
وما زال السيد إمام الشخصية المحترمة لدى الجهاديين في العالم كله، برغم أن تلميذه أيمن الظواهري وزميله في كلية الطب بمصر كفره واعتبره تكفيريا وحذر جماعته (القاعدة) من التعاون معه..
2) كتاب “الجامع في طلب العلم الشريف”: يشكل “الجامع في طلب العمل الشريف” موسوعة ضخمة في مجلدين حوالي (1100) صفحة، وحاول صاحبه تضمين إجابات لكل القضايا التي قد يقابلها المسلم في حياته، فهو يعتبره بمثابة “دستور الطليعة المسلمة التي تمثل جيلا خاصا ومتفردا يتحقق به التغيير في العالم الإسلامي”.
فكرة “الخلاص” أو “الفرقة الناجية” تبدو هي المسيطرة على سيد إمام في كافة فصول الكتاب، ولذا فإنه تحول إلى “قاض” يسعى لجمع الأدلة للحكم على الفرد أو المجتمع، وهو ما جعل “مقصلة التكفير” تنال الكثيرين حكاما ومحكومين.
وأعاد في “الجامع” التأكيد على موقفه من أن مواجهة الحكام (العدو القريب) أوجب من مواجهة العدو البعيد على أساس أنهم مبدلون للشريعة، لكن واجب مواجهة الحكام يبقى مرهونا بالقدرة أو الاستطاعة التي لا بد من تحصيل أسبابها، وهو ما يجعل المسلم في حالة مواجهة مسلحة دائمة مع نظامه السياسي، خاصة أنه يعتبر مواجهة الحكام المبدلين بمثابة “جهاد دفع” ، يتساوى مع مقاومة المعتدين المحاربين، بل هي أوجب منه.
وسع سيد إمام في “الجامع” دائرة التكفير بشكل غير مسبوق لتشمل قطاعات واسعة من المجتمع بأعيانهم مثل: القضاة والمحامين والجيش والشرطة والمشاركين في الانتخابات، أي كل من يعاون الحكام، واعتبر أن الصحابة أجمعوا بشكل قطعي على كفر أعيان المرتدين الذين منعوا الزكاة أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهكذا فأعيان جنود الجيش والشرطة هم مرتدون وكفار بأعيانهم، لأن أفراد الطائفة لهم نفس حكم رأسها.
وختاما، هناك غياب مطلق للمؤسسات الدينية والرسمية وللسعادة العلماء والمؤسسات الإعلامية في مناقشة نوعية هذه الأفكار وهذه الكتب وتفنيدها وتفكيكها والرد عليها بصحيح الدين، لعلنا ننقذ ما يمكن إنقاذه من شبابنا الإسلامي المنبهر بهذه الكتب والتي تدفعه دفعا إلى الارتماء في أحضان الإرهاب والعنف والتكفير، مع أن هذه الأفكار التي تروج بين أجنحة هذه الكتب بعيدة كل البعد عن جوهر الدين وهدي النبي الكريم الذي أرسله الله رحمة للعالمين .
المصدر: صفحة الكاتب على الفيسبوك
المصدر : https://dinpresse.net/?p=12457