الشباب المغربي: كرة القدم سفير لإعلاء صورة الوطن وقدرته على الإنجاز

محمد أوحدو

إن الإنجازات الرياضية المتصاعدة للشباب المغربي اليوم عبر مختلف الفئات السنية ، وخاصة في كرة القدم، تؤكد حقيقة راسخة لنجاح استراتيجية رياضية مبنية على أسس صلبة وفاعلة بدأت تؤتي ثمارها بوضوح. هذه النجاحات لا تبرهن فقط على تميز العنصر البشري المغربي الشبابي منه ، سواء داخل الوطن أو خارجه، وقدرته العالية على الإبداع والتميز متى أتيحت له الفرصة، بل تؤكد أيضاً على كفاءته في التعريف بمقدرات وطنه.

لا يمكن التقليل من دور وأثر هذا النجاح الرياضي الملاحظ اليوم في كرة القدم، على مستوى المنتخبات الوطنية، في تعزيز مكانة البلد دولياً ودعم دور الدبلوماسية الرياضية في تسويق صورة المغرب الإيجابية. ويجد هذا الدور الحيوي للرياضة في التعريف بالبلدان وتعزيز “القوة الناعمة” تأكيداً قوياً في تجارب عالمية رائدة، أبرزها دول أمريكا اللاتينية. فقد نجحت هذه الدول في تحويل كرة القدم إلى سفير عالمي لثقافتها وهويتها. وتُعد البرازيل والأرجنتين النموذج الأبرز عالميًا في هذا المجال؛ حيث أصبحت البرازيل، بفوزها بخمسة ألقاب لكأس العالم، مرادفة لـ “الكرة الجميلة” (Jogo Bonito)، مما خلق صورة ذهنية عالمية عن الإبداع والموهبة الفطرية لشعبها، وفتح آفاقاً اقتصادية وسياحية واسعة وحقق اقلاعا للبرازيل كدولة وساهم في تطورها، وجعل المنتخب رمزاً موحداً للفخر الوطني يتجاوز المشاكل الداخلية التي تعاني منها.

كذلك، حولت الأرجنتين، بأسطورتيها مارادونا وميسي، شغفها الكروي إلى أداة لتعريف العالم بثقافة التنافس والإبداع الفردي، معززة سمعتها كـ “مصنع” لأفضل المواهب وما رافق ذلك من اثر على وضعها الاقتصادي والاجتماعي.

إن هذه التجارب تؤكد أن القيمة الحقيقية للإنجازات الرياضية تتجاوز حدود الملعب لتصبح استثماراً استراتيجياً يقدم المغرب خارجيا ،كدولة قادرة بشبابها اليوم في المهجر وداخل الوطن المتمسك بهويته وانتماءه على الإنجاز والنجاح، فالاستراتيجية الرياضية المميزة والناحجة اليوم حتى لا تبقى معزولة.

نحتاج لتعميمها على باقي القطاعات الأخرى عبر ادماج هذا الشباب الواعد الطموح في كافة مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والاعتماد عليه بتسهيل الطريق اليه للانخراط في الحياة العامة للمجتمع حيث اثبت من خلال النموذج الرياضي حبه للوطن , جدارته للسير نحو التقدم والريادة. للرقي بالوطن ومكانته بين الأمم.