الأستاذ شكير بوشعيب
من بين الأعطاب الكبرى للحركة الإسلامية بصفة عامة وإسلاميي السلطة بصفة خاصة هو غياب النقد الذاتي وعدم استيعاب النقد الخارجي، حيث يغيب في أدبيات الإسلاميين الاعتراف بالخطأ سواء كان هذا خطأ القيادة أم خطأ الفكرة.
وقد تابعنا جميعا كيف مر المجلس الوطني الأخير للبيجيدي دون مساءلة ومحاسبة الأمين العام للحزب وتحميله المسؤولية على خطيئة التوقيع مع إسرائيل.
وهذا لايعني أنه لاتوجد هناك محاولات للنقد الذاتي داخل الحركة الإسلامية، فمنذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي كتب خالص جلبي سنة 1984 ” النقد الذاتي: ضرورة النقد الذاتي للحركة الإسلامية”، ثم حرر عبد الله النفيسي سنة 1989 كتابا جماعيا بعنوان “الحركة الإسلامية: رؤية مستقبلية، أوراق في النقد الذاتي”.
وكتب فريد الأنصاري سنة2007 كتابا بعنوان ” الأخطاء الستة للحركة الإسلامية بالمغرب – انحراف استصنامي في الفكر والممارسة “، وكتب الأستاذ عمر العمري سنة2013 رواية تحت عنوان “كنت إسلاميا”.
لكن للأسف الشديد بعض القيادات الإسلامية عادة ما تتعامل مع هذه الكتابات النقدية الجادة والتي كانت كلها تتنبأ بفشل وأفول المشروع الاسلامي بنوع من التعالي وهذا سببه الإضمحلال الفكري ووجود عطب في العقل النظري الإستباقي لدى الإسلاميين.
والذي غالبا مايستدعي جملة من المقولات التبريرية والدفاعية كالتكيف الإيجابي والتقدير المصلحي والإجتهاد المقصدي وفقه المآلات وغيرها من التسويغات الشرعية والسياسية، حيث ينتقل هذا “العقل التبريري” من فكرة الدفاع عن الأخطاء إلى فكرة تسويغها وكسب الأجر من ورائها مصداقا للحديث النبوي: “إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر”.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=13311