الجذوة: دراسة معمقة حول إمارة المؤمنين وخصوصية التدين المغربي

دينبريس
2025-02-13T08:01:13+01:00
إصدارات
دينبريس13 فبراير 2025آخر تحديث : الخميس 13 فبراير 2025 - 8:01 صباحًا
الجذوة: دراسة معمقة حول إمارة المؤمنين وخصوصية التدين المغربي

صدر في طبعة أنيقة العدد الثاني من مجلة “الجذوة”، وهي مجلة محكّمة يصدرها المجلس العلمي الأعلى بالمملكة المغربية، حاملة في طياتها زخما من الدراسات والأبحاث المتميزة التي تعكس عمق الهوية الدينية للمغرب، وخصوصية تدينه الوسطي المعتدل.

ويُعنى هذا العدد بملف محوري تحت عنوان “إمارة المؤمنين وحفظ الأمة والدين”، حيث يتناول بالدراسة والتحليل مفهوم إمارة المؤمنين في المغرب، والدور الجوهري الذي تضطلع به في تحقيق التوازن بين متطلبات العصر وروح الدين، إلى جانب تسليط الضوء على الخصوصية المغربية في هذا المجال، مع تقديم مقاربة علمية لشرعية اجتهاد أمير المؤمنين في قضايا الشأن العام.

ويتجلى من خلال الأبحاث والدراسات المندرجة في هذا المحور كيف أن إمارة المؤمنين تشكل الثابت الراسخ الذي يضمن وحدة الأمة، ويصون ثوابتها الدينية، ويحسم النزاعات المتعلقة بالشرعية والتمثيل، وهو ما يعزز استقرار المغرب وفرادته الدينية والسياسية.

ولم يقتصر هذا العدد على هذا الملف الهام، بل اشتمل أيضا على باقة من المقالات المتنوعة التي تخدم محور الثوابت الدينية المغربية، من بينها دراسة حول “نجاعة التبليغ: التحديات والعوائق” التي تواجه الدعوة الإسلامية في العصر الحديث، فضلا عن بحث معمق في “حاجة الأمة إلى العقيدة الأشعرية”، التي تمثل المذهب العقدي الغالب في المغرب، ويبرز المقال كيف أسهم هذا الاختيار العقدي في تعزيز الوحدة الفكرية والدينية للأمة، مع التركيز على أهمية الوسطية والاعتدال ونبذ الغلو والتطرف.

وتضمّن العدد مقالة عن “جمالية التدين المغربي”، والتي تبرز كيف استطاع المغرب أن يحافظ على تديّنه الأصيل مع انفتاحه على المستجدات الحضارية، جامعا بين التراث والتجديد.

كما اشتمل العدد على دراسة بعنوان “ما جرى به العمل في مدرسة التصوف المغربية”، حيث يتناول هذا البحث التراث الصوفي المغربي، ودوره في تكوين الهوية الدينية للمملكة، مسلطا الضوء على تطور المدارس الصوفية وأثرها في توجيه المجتمع نحو السلوك الأخلاقي القويم، وارتباطها الوثيق بإمارة المؤمنين.

إلى جانب ذلك، يضم العدد بحثا عن “نظام الشرط في المساجد”، الذي يستعرض تاريخ هذا النظام وتطوره في المغرب، ودوره في الحفاظ على النظام والانضباط في أماكن العبادة.

وقد حظي القراء في هذا العدد بهدية قيمة تمثلت في كتاب “العالِم العضوي أو العالِم في مجتمعه” لمؤلفه العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة، رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة الشرق.

ويتناول هذا الكتاب بإسهاب دور العالم الإسلامي في مجتمعه، وضرورة تفاعله مع قضايا الناس الحقيقية، وتقديم إجابات علمية تعالج تحديات العصر، ويستعرض كيف يمكن للعلماء أن يكونوا عناصر فاعلة في مجتمعاتهم بدلا من الانعزال عن قضايا الأمة، مبرزا العلاقة الجدلية بين الفقه الإسلامي والتحولات المعاصرة.

ويناقش أهمية تواصل العلماء مع مختلف فئات المجتمع، لنشر المعرفة والقيم الدينية الصحيحة، وتحقيق الإصلاح الديني والمجتمعي بطريقة تتلاءم مع روح العصر.

ويأتي العدد الثاني من مجلة “الجذوة” ليؤكد على دور المجلس العلمي الأعلى في تعزيز البحث العلمي الديني، وترسيخ الثوابت الدينية والوطنية للمملكة المغربية، من خلال رؤية علمية متينة، تستند إلى المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني الجُنَيْديّ، في إطار إمارة المؤمنين التي تُعد العمود الفقري لهذا التماسك الديني والحضاري.

وهو بذلك يشكل إضافة نوعية للمكتبة العلمية المغربية، وإسهاما فكريا جادا في تعزيز الهوية الدينية للمغرب، بموازاة الانفتاح على المتغيرات العالمية برؤية متبصرة ومتوازنة.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.