أثار تقرير صحافي فرنسي جدلا بعد الكشف عن تخصيص الاتحاد الأوروبي لما يقارب 10 ملايين يورو لتمويل مشروع أكاديمي يحمل عنوان “القرآن الأوروبي”، يهدف إلى دراسة تأثير النص القرآني على الثقافة الأوروبية بين عامي 1150 و1850.
وبحسب تحقيق نشرته صحيفة Journal du Dimanche (JDD)، فإن المشروع الذي يحمل الاسم الرسمي “EuQu” ويحظى بدعم من المجلس الأوروبي للبحث العلمي (CER)، يسعى إلى إبراز القرآن كعنصر مساهم في تشكيل الهوية الثقافية والدينية الأوروبية، وهو ما أثار انتقادات حادة من أطراف سياسية محافظة، اعتبرت الخطوة “إعادة كتابة أيديولوجية للتاريخ الأوروبي”.
ويشرف على البرنامج المؤرخ جون تولان، الأستاذ بجامعة نانت، والذي تربطه علاقات ـ بحسب التقرير ـ بتيارات الإسلام السياسي، فيما تشارك في إنتاج مواده أسماء مثيرة للجدل، منها نعيمة عفيف، مترجمة مؤلفات حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين.
ويتضمن المشروع إصدار كتاب موجه للجمهور العام، وسلسلة معارض، بالإضافة إلى إنتاج شريط مصور توعوي بعنوان “سفر: قصة القرآن في أوروبا”، يستهدف فئة الشباب.
الانتقادات طالت أيضا طبيعة التمويل، إذ أشار التقرير إلى أن البرنامج يأتي ضمن سلسلة أوسع من تمويلات أوروبية مثيرة للجدل، حيث كشفت محكمة الحسابات الأوروبية مؤخرا عن تخصيص 7.4 مليارات يورو بين 2021 و2023 لصالح منظمات غير حكومية، دون وضوح كاف حول أوجه الصرف.
وفي سياق التفاعل مع الجدل الذي أثاره مشروع “القرآن الأوروبي”، عبّر عبدالله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عن موقفه من المبادرة عبر تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، حيث سلط الضوء على مفارقة لافتة تتعلق بغياب الحضور الإسلامي المؤطر في هذا النوع من المشاريع البحثية الكبرى التي تعيد طرح العلاقة بين الإسلام وأوروبا من زاوية علمية وتاريخية.
وأكد بوصوف أن “الاتحاد الأوروبي أطلق برنامجا بحثيا ضخما بعنوان القرآن الأوروبي لدراسة أثر الإسلام والقرآن في أوروبا من القرن 12 إلى 19، بميزانية تفوق 10 ملايين يورو”، مبرزا أن “اللافت أن التفاعل من المؤسسات الإسلامية شبه منعدم، ما يكشف غياب مراكز التفكير وإنتاج المعرفة في العالم الإسلامي”، قبل أن يختم بقوله: “حين نغيب، تُكتب روايتنا بعيون الآخرين.”