17 سبتمبر 2025 / 11:59

افتتاح محاكمة “نساء الدولة الإسلامية” في باريس

إعداد: رشيد المباركي 

افتتحت في باريس محاكمة “نساء الدولة الإسلامية”، ويتعلق الأمر بثلاثة مسارات للتحول الديني لكن نفس الانتماء إلى نسخة متشددة من الدين. المحكومات اللواتي يجري محاكمتهن من قبل المحكمة الجنائية الخاصة في باريس بتهمة الانضمام إلى الجماعة الإرهابية في سوريا، قد اتبعن جميعا على الفور نسخة متشددة ومتطرفة من الدين، سواء عن حب أو عبر نقل عائلي أو باختيارهن.

في الأصل، كان يُطلق عليهن كريستين، جينييفر ومايالين، ثلاثة أسماء لم تعد تستخدمها هذه النساء لمدة تعادل عقدا، أو حتى عقدين نتيجة اعتناقهن الإسلام. لقد أصبحن مريم، أم سفيان وآسيا. وهن في بعض الأحيان لا يزلن يستخدمن الاسم العائلي المسلم في رسائلهن المكتوبة خلال احتجازهن الموجهة إلى أعضاء من التنظيم الجهادي أو عائلاتهن. لكن بالنسبة للعدالة، لا زلن كريستين ألاين، جينييفر كلين ومايالين دوهارت، ثلاث نساء تتراوح أعمارهن بين 67، 34 و42 عاما، يتم محاكمتهن منذ أول أمس بتهمة الانضمام إلى تنظيم “داعش” وإقامتهن في سوريا بين عامي 2014 و2017 في مساحة جغرافية يحكمها “الخليفة” أبو بكر البغدادي.

النساء مرتبطات بروابط أخرى غير الدين: كريستين ألين هي والدة زوجة مايالن دوهارت – رفيقة ابنها الأكبر توماس كولانج – وجينييفر كلين، المتزوجة من ابنها الأصغر، المولود من زواج ثانٍ، كيفن غونوت. النقطة المشتركة الأخرى بين الثلاث متهمات هي مسيرتهن كمعتنقات. ثلاثة مسارات مختلفة بالتأكيد ولكن نقطة الوصول واحدة فقط: التدين الإسلامي المتشدد.

من بين 527 امرأة فرنسية انضممن إلى المنطقة العراقية السورية (وهو أكبر تجمع أوروبي)، توجد المتهمات الثلاث. وتتسم هذه المحاكمة بخصوصية قانونية: حيث وُجهت التهم ضد اثنتين منهن، وهما أمهات لأطفال قُصّر تتراوح أعمارهم بين 3 و13 عاما، بتهمة التخلي المادي أو المعنوي بسبب تملصهن بدون سبب مشروع، بين يناير 2013 ويوليوز 2019، من التزاماتهن القانونية. ويُتهمن بتقويض صحة وأخلاق وأمان وتعليم تسعة أطفال من خلال نقلهن إلى مناطق عمليات إرهابية. جميعهن يتهمن بشكل رئيسي بالمشاركة في جمعية إجرامية إرهابية. ويتعرضن لعقوبة تصل إلى 30 عاما من السجن.

تم القبض عليهن في 2 يوليو 2019 في تركيا، بعد عامين من الترحال للهروب من قوات سوريا الديمقراطية العربية الكردية والتحالف الدولي. تم إعادتهن إلى باريس في شتنبر، ووجهن للتهمة وألقي القبض عليهن، ولا تزال الاثنتان الأوليان محتجزتين؛ بينما استفادت مايالن دوهار في مارس 2023 من الإفراج تحت رقابة قضائية.