انطلق في العاصمة الموريتانية نواكشوط، الثلاثاء الماضي، مؤتمر للعلماء الأفارقة، واستمر ثلاثة أيام، تحت عنوان “دور الإسلام في إفريقيا: التسامح والاعتدال ضد التطرف والاقتتال”، نظمه “منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة”. وينشر موقع دين بريس مجمل التوصيات التي خرج بها المؤتمر تحت عنوان “إعلان نواكشوط”:
ــــــــــــــــ
(ديباجة:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين و سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
• نظرا إلى إيماننا العميق بثراء التراث الثقافي، وتعدد الروافد الحضارية، وثراء النظم الاجتماعية التي تميز القارة الإفريقية، فإننا واثقون أنها تستطيع أن تجترح مشروعاً فكريا متكاملا لإطفاء نيران الاحتراب، والتصدي للتطرف الذي تكاد حرائقه أن تلتهم مناطق واسعة من عالمنا الإسلامي، وكثيرا من أرجاء قارتنا الخضراء.
• ونظرا إلى أن التطرف ما فتئ يوظف الفكر الديني لتحقيق مآرب تدميرية، تتمثل في زعزعة الاستقرار ، وتهديد السلم الوطني، والدولي، فقد أصبح “واجب الوقت” على العلماء والقادة الدينيين التدخل العاجل من أجل التصدي للعنف والتطرف والمساعدة في فهم هذه الظاهرة، وتحليل أسبابها، ومعرفة تشكلاتها وملابساتها، واستشراف مآلاتها المستقبلية، وتفكيك الخطاب الإيديولوجي الذي تستمد منه “شرعيتها” وما توظفه من مناهج خاطئة في الاستدلال ، ومفاهيم مغلوطة في مجالي الدين و السياسة ، وتنزيل خاطئ للنصوص الشرعية على غير محلها، وعدم مراعاة العلاقة الناظمة بين خطاب الوضع وخطاب التكليف .
• وادراكا منا لأهمية الأمن الروحي، وأنه صار في عدد من دول القارة في دائرة الخطر، تماما كالنسيج الاجتماعي نتيجة مخاطر تفاقم التفكك والتشرذم جراء خطاب التطرف الذي يقوم على تأجيج النعرات العرقية وتغذية الاحتراب الداخلي.
• وانطلاقاً من ضرورة اضطلاع علماء إفريقيا بمسؤوليتهم الدينية والوطنية والتاريخية بتقديم مقترحات عملية تهدف إلى نقل بلدان القارة – ممثلة في فعالياتها الدينية – من حالة التأثر والانفعال، إلى مرحلة التأثير الفعال، ومن المسايرة إلى المبادرة في تعزيز السلام الإقليمي والعالمي.
• وإدراكا منا لاتساع نطاق استباحة حرمة الأنفس والأعراض والأموال، وفداحة مخلفات الإرهاب على الأمن النفسي والاجتماعي، واستنزافه للطاقات البشرية والاقتصادية، مما جعل المجتمعات تحتاج – اليوم – إلى إطفائيين، لا يسألون عمن أوقد الحرائق؛ بل همهم الوحيد كيف يكون إطفاؤها؛ حتى يتعافى جسد القارة مما يهيضه ويرهقه، وإلا فإن تنازع البقاء يؤدي إلى الفناء.
وفي مدينة نواكشوط، وتحت الرعاية السامية لفخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، هذا البلد ، الذي كان ولا يزال بهويته الإسلامية العربية الإفريقة، منذ عصر المرابطين، مثابة لطلاب العلم ومأوى لمريدي الخير، ومصدرا لبعوث الدّعوة، بذلك نطقت محاضره العلمية وبه شهدت حواضره الروحية.
وبشراكة بين الحكومة الموريتانية ومنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، الذي مقرّه في أبوظبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة، أيام 26 إلى 28 جمادى الأولى 1441هـ / 21 إلى 23 يناير 2020.
اجتمع حوالي حوالي 500 شخصية مرجعية من علماء المسلمين وشيوخهم المربين ومفكريهم ووزرائهم ومفتيهم وأئمتهم ودعاتهم، على اختلاف مذاهبهم وتنوع توجهاتهم من مختلف البلدان الإفريقية، وممثلي الهيئات والمنظمات الإسلامية والدولية وبحضور شهود من القارات الأخرى،
وبعد تداول الرأي ومناقشة الرؤى والأفكار، فإن العلماء المشاركين في هذا المؤتمر يعلنون ما يلي:
أولا: الأهداف
يرمي هذا الإعلان إلى تحقيق جملة من الأهداف تتلخص فيما يلي:
1. إعداد خطة متكاملة فاعلة ومندمجة ومستوعبة للتراث الإنساني الإفريقي للتصدي للتطرف والاحتراب والجريمة العابرة للحدود.
2. تطوير مناهج التفكير، وآليات العمل وفق وسائل مبتكرة: سلمية ومشروعة لمواجهة العنف والتطرف فكرا وممارسة.
3. مد مزيد من جسور التعاون بين الأديان والثقافات، أوبين رجال الدين والفاعلين في المجالات الإنسانية والحقوقية على ضوء مبدأ “تحالف القيم” و”الجوار الانساني”.
4. إعادة الاعتبار لفكر التسامح الديني، والتعايش السلمي بين الأفراد والشعوب استلهاماً للمبادئ الإنسانية العالمية، وقيم قارتنا السمراء، وتجسيدا للرسالة السامية التي أرستها صحيفة المدينة المنورة.
5. تفعيل ميثاق حلف الفضول الجديد وإبراز خصوصيته وما يحتويه من القيم والفضائل، ويفتحه من أفاق واعدة للتعايش وتوحيد الناس على أساس “التعارف” و”التعاون” و”الإخوة الإنسانية”
6. استلهام التقاليد العظيمة والممارسات الاجتماعية النبيلة التي يزخر بها التراث الثقافي والفني الإفريقي في مجال تعزيز قيم السلم والتسامح والتعايش، وفض النزاعات بطرق سلمية، كما تجسّده جلسات الحكمة تحت ظل شجر الدوم الباوباب الإفريقية لتدبير الاختلاف بن المزارعين والرّعاة.
7. الاسترشاد بالنماذج المجتمعية المعاصرة مثل نموذج أبونتو في جنوب إفريقيا في مجال المصالحة، ونموذج دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال التّسامح.
المنطلقات
ينبني هذا الإعلان على الأسس والمنطلقات التالية:
المنطلق الأول، الضرورة الحاقّة إلى الخروج من حالة الاضطراب والاحتراب التي تسود بعض مجتمعاتنا الإفريقية وما تخلفه من دماء وأشلاء؛ حيث ” لا يدري الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ” [كما في الحديث النبوي الشريف].
المنطلق الثاني: اعتبار الدول الوطنية القائمة نظما شرعية لها من الاحترام والمشروعية ما للكيانات السياسية التي كانت قائمة في التاريخ الإسلامي، بناء على ميزان المصالح والمفاسد الذي عليه مدار أحكام الشرع.
المنطلق الثالث الإيمان بوجوب تكاثف جهود جميع أبناء القارة من أجل مكافحة الاحتراب والتطرف الذي يعتبر آفة العصر ومرضه العضال والتصدي الفكري له، بالحوار المبني على القيم الإسلامية السمحة التي تتميز بأنها “عدل، وحكمة ورحمة ومصلحة” وتوحيد الصفوف وجمع الكلمة، والتعاون المادي بالتآزر الاقتصادي والتشوف إلى أفق تنموي يحسن من جودة الحياة ويخلق فرص العمل للجميع ، ويزيد من فعالية الحكامة الرشيدة في دول القارة.
المنطلق الرابع: احترام جوهر الخصوصيات الدينية والهويات الاجتماعية والثقافية للمجتمع الأفريقي، لأن قيم التساكن والتسامح التي كانت تشكل واقع إفريقيا، إنما كانت نتيجة احترام تلك النظم الاجتماعية والموروثات الثقافية المترسخة.
المبادئ
ينبني هذا الإعلان على المبادئ الآتية:
مبدأ البيِّنة وذلك لضرورة معرفة السياقات والملابسات التي تحيط بظاهرة العنف والتطرف. فإن حسن التشخيص يؤدي إلى معرفة الدواء الناجع. فمن المهم التفريق بين الإرهاب الذي يلبس لباس الدين وبين الحروب التي تنشأ لأسباب أخرى.
مبدأ شخصية المسؤولية الجنائية، ومفاده أن المشرع الإفريقي يجب أن يؤكد على قاعدة عدم أخذ البريء بالمجرم، فلا تؤاخذ قبيلة ولا إثنية بجريمة أشخاص منها نظراً للقاعدة القرآنية التوراتية الإبراهمية: ﴿أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ﴾ (النجم 36-39،الأنعام ، 164وفاطر، 18) وهى قاعدة تعترف بها كل الشرائع والقوانين الدولية.
مبدأ الوفاء بالمواثيق والعهود، وذلك بالتأكيد على وجوب احترام المواثيق الدولية وسيادة الدول.
مبدأ التعاون بين القادة الدينيين على البر والتقوى، ويقوم على توكيد دور القادة الدينيين في الإسهام في نشر السكينة وبناء السلم، والتصدي للتطرف والفكر العنيف، وخطابات التحريض والكراهية، وانتهاج مقاربة تصالحية في كل دين، لترسيخ التسامح بشتى معانيه وأبعاده.
مبدأ نزع الشرعية الدينية عن الاقتتال الأعمى الذي تسفك فيه الدماء وتنتهك فيه حقوق الأبرياء، إن صور القربات لا تمثل حقائقها، إذ لا بد من توفر الشروط وقيام الأسباب وانتفاء الموانع
مبدأ البحث عن العدالة ورد المظالم بالحوار والاحتكام إلى منطق العقل والشرع وجلب المصالح ودرء المفاسد.
مبدأ التأكيد على أن صيانة الدماء أولى الأولويات التي يحث على حفظها الدين. (إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا) كما في حديث خطبة حجة الوداع. ويبنى على ذلك صيانة الكليات الخمس الضرورية (الدين والنفس والمال والعقل والنسل. )
مبدأ التأكيد على حرمة أماكن العبادة وواجب الدفاع عنها كما في الآية الكريمة: (ولولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر اسم الله كثيراً).
مبدأ الكرامة الإنسانية فالإنسان مكرم مهما كان عرقه أودينه أومذهبه، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا
الوسائل
وإذ يؤكد المشاركون على أهمية مقتضيات هذا الإعلان، وعلى جدارة أهدافه، فإنهم يقترحون جملة من الوسائل الإجرائية، يمكن إجمالها في ما يلي:
• بلورة مشاريع محلية لامركزية وإقليمية اقتصادية للتنمية الشاملة ومعالجة الهشاشة والفقر والبطالة ومختلف عوامل البيئة الحاضنة للتطرف، وذلك عن طريق دعم وبرامج التكوين والتأهيل وتوفير الخدمات الأساسية.
• إنشاء مجلس للوساطات والمساعي الحميدة في مختلف الدول الإفريقية يضم النخبة الدينية والفكرية وأعيان المجتمع.
• دعوة المنظمات الإقليمية إلى ضرورة العناية الخاصة بالجانب الفكري والديني في استراتيجياتها المعتمدة خاصة الاتحاد الإفريقي وتجمع دول الساحل الخمس،
• دعوة المنظمات الحكومية وغير الحكومية إلى الشراكة والتّنسيق مع العلماء والقيادات الدينية للوقوف أمام مخاطر التطرف وتحدياته،
• إنشاء قوافل إفريقية للسلام وتقريب وتجسير العلاقات بين اتباع الاديان في افريقيا.
• تطوير آليات تصون التنوع الحضاري والديني والثقافي باعتباره ثراء وانسجاماً وليس ذريعة للصدام، وتبرئة كل الديانات من وصمة الإرهاب وفي طليعتها الدين الإسلامي.
• خلق مزيد من الآليات للتبادل الثقافي والحوار المثمر والفعّال بين مختلف الفعاليات الإفريقية، وفتح وسائل الإعلام لنشر الحوارات وتعميمها في الجامعات والمراكز البحثية والفكرية.
• اعتماد آلية الحوار واعتباره الوسيلة المُثلى في تسوية النزاعات وحل المشاكل.
• تدريب القادة الدينيين والفاعلين الاجتماعيين والنشطاء على الحوار والتواصل الإيجابي (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
• إبرام تعاقدات إفريقية مدنية طوعية تتمتع بالالتزام الأخلاقي بين الأطراف، تتصرف بطمأنينة وثقة متبادلة.
• بث ثقافة التسامح : باعتباره إلزاما دينيا وواجبا إيمانيا بَدَل اعتباره مجرّد إمكان متاح في الدين من بين إمكانات متعدّدة.
• تفعيل مبدأ التعارف: تجاوز ضيق العطن وشح الأنفس إلى فُسحة التعارف، والانتقال من تشرذم الأقليات والهويات الضيقة إلى وحدة الأكثرية الجامعة، والمجتمع الواحد دون إلغاء الخصوصيات.
• تجديد المناهج التعليمية وتبسيطها و”تحيينها” على مستوى النظم والمؤسسات التاريخية المحلية، لكي تواكب القضايا الفكرية والفلسفية والاجتماعية المستجدة بمراعاة “كلّي الزمان”، إذ لكل زمان حكمه ورسمه.
• تطوير برامج ومقررات تعليمية تقوم على تصور منهجي للتربية على السلم والتسامح.
• إصدار قوانين في تجريم ازدراء الأديان والمقدسات، وتجريم الأفعال والأقوال التي تؤدي إلى الفتن والاحتراب.
• تجديد الخطاب الديني ، وضبط العلاقة بين خطاب التكليف وخطاب الوضع الذي يعتبر سياجاً وضابطاً لخطاب التكليف، بالإضافة إلى معرفة الواقع بتقلّباته وغلباته، والاجتهاد في ترجمة لغة الدين إلى المجال العام.
• صناعة المفاهيم وذلك بإيضاح المفاهيم الشرعية الحقيقية انطلاقاً من محددين هما: محدد الشرع، ومحدد الواقع في تكامل يحقق المقاصد الكبرى للشريعة والمصالح الراجحة للأمة.
• إعداد كتيبات ورسائل لتصحيح المفاهيم الملتبسة وتوزيعها على أوسع نطاق.
• تشجيع أساليب الوساطات والتحكيم وتفعيل أدوات الصلح، وإنشاء هيئات وأجهزة ووزارات للمصالحة والسلم في الدول
• دعم المرجعيات المحلية وتطويرها لتكون قادرة على أداء مهامها الدينية التقليدية في مجتمعاتها على أحسن وجه، إذ إن إهمال دور هذه المرجعيات يترك الفرص للأفكار المأزومة الوافدة لكي تجد موطئ قدم، فالطبيعة تأبى الفراغ.
• حماية وإحياء دور المؤسسات التقليدية في مجتمعاتها (مثل المدارس المحلية، والزوايا)، وذلك بالنظر إلى أن هذه المؤسسات هي أثبت دعامة لحفظ النسيج الاجتماعي، والحفاظ على الهوية الدينية المحلية، وتقوية وشائج القرابة والجوار في المجتمعات الإفريقية.
• تنسيق جهود العلماء في إطار مؤسسات رسمية تسهر على مساعدة العلماء على أداء مسؤولياتهم في نشر الفهم الصحيح لنصوص الدين، وتأطير التدين المحلي، وفي التوجيه والإرشاد.
• تقوية حضور الدولة وأجهزتها ومؤسساتها في المناطق البعيدة عن مراكز الحكم، وكذا الاعتناء بالثروة البشرية لهذه النواحي البعيدة تعليما وتربية وتكوينا، وإعداد البنية التحتية لها، خاصة على مستوى المدارس والمرافق الصحية والاجتماعية العامة. وهو ما من شأنه أن يعيد ثقة سكان هذه المناطق بالدولة، ويقوي حسهم بالانتماء، ويزيد من مناعتهم ضد دعوات الفتن والاحتراب.
• توجيه نداء للشباب الافريقي الذي انخرط أو في سبيله للانخراط في جماعات الفتنة أن يتوقفوا وأن يراجعوا أنفسهم ويعدلوا عن هذا السبيل ويعتمدوا الوسائل الشرعية لصيانة الأوطان والأديان.
• الاهتمام بمأسسة الشأن الديني (الفتوى والخطابة والإرشاد وتعليم الدين وما شاكلها)، وإيجاد إطار قانوني ومؤسساتي يوجّه سلطة الدّين وطاقته نحو البناء والإعمار والمشاركة الإيجابية إرشادا وهداية وتوجيها ونصحا، ويضبط الفتوى الشرعية ويوحد مرجعيتها وينظم مسؤوليتها ويؤهل المتصدرين لها.
• إنشاء مراكز وجامعات مختصة بالمجال الإفريقي لتبيئة فكر السلم والاعتدال والوسطية واحترام قيم المواطنة وقواعد العيش المشترك.
• إنشاء مركز متخصص للمناصحة يكون مقره نواكشوط ويعمل على إعادة دمج المتأثرين بالأفكار التي تؤدي إلى الفتن والاحتراب ويسعى لإعادة السكينة للمجتمعات الأفريقية.
• تكوين وإعداد بعض العلماء المؤهلين لمناصحة ومحاورة المغرّر بهم، بشكل دائم.
• انتقاء نخبة من الشباب المتخصيين الخبراء لمحاصرة ومحاورة الفكر المتطرف في العالم الافتراضي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وفي مختلف الوسائط الإلكترونية.
• تذكير جميع الأئمة أن يقنتوا بالدعاء لنزول السكينة والطمأنينة والسلام والوئام في العالم كله وفي إفريقيا وطنهم الأم.
خاتمة
وختاما، فإن المشاركين يتوجّهون بأصدق عبارات الشكر إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية التي احتضنت هذا المؤتمر الأول من نوعه في القارة، كما يثمن المشاركون عاليا رؤية فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد الشيخ الغزواني المبنية على احترام التنوع وروح الحوار. ويستبشرون بمقاربته الناجعة التي تزاوج بين التصدي الأمني والمواجهة الثقافية في مكافحة التطرف العنيف، كما يتوجهون بالشكر لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة و دولة مقره الإمارات العربية المتحدة على دعمها لهذا النوع من المبادرات ولاسهامها في نشر قيم السلم والتسامح في أنحاء العالم وفي القارة الإفريقية على الخصوص.
والله ولي التوفيق وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.
حرر في نواكشوط يوم الخميس 28 جمادى الأولى 1441هـ الموافق 23 يناير 2020
وصلى الله على سيّدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.)
المصدر : https://dinpresse.net/?p=6557