إيمان شفيق
مؤلف الكتاب بابتيست روجيه-لاكّان، حاصل على البكالوريوس والدكتوراه في التاريخ، وهو باحث في مؤسسة نابليون. يدرّس في المعهد الكاثوليكي بباريس ومدرسة العلوم السياسية، ومن مؤلفاته السابقة، كتاب “الملك. تاريخ آخر لليمين” (2025)
يجيب الكتاب على مجموعة من الأسئلة المفصلية: متى وُلد اليمين المتطرف في فرنسا؟ كيف أعاد تشكيل نفسه على مر الزمن؟ كيف نصف منظماته وممارساته الحزبية؟ ما هي روابطه الفكرية، علاقته بالرأسمالية وصلاته بالقوى السياسية الأجنبية ذات الصلة؟ فهل هناك قواسم مشتركة بين التطرف الأرستقراطي والملكية المطلقة في أواخر القرن الثامن عشر، والبولانيين في القرن التاسع عشر والتعاونيين في القرن العشرين، والجماعات الهوية ونواب التجمع الوطني في سنوات العشرينيات؟
من الثورة المضادة إلى صعود الجبهة الوطنية، مرورا بنظام فيشي والحروب الاستعمارية، لطالما تبعت اليمين المتطرف الفرنسي الديناميكيات الخاصة بكل فترة. ولفهم الانتصارات السياسية والثقافية لليمين المتطرف في صناديق الاقتراع وعلى صعيد الفكر، من المفيد جدا الاستعانة بالمؤرخين وعلماء الاجتماع وعلماء السياسة الذين يوظفون معرفتهم لإلقاء الضوء على الحاضر من خلال الأرشيف أو المقارنة الدولية أو التحليل المفاهيمي.
ولهذا الغرض، وقصد توثيق هذا التاريخ الطويل، جمع المؤلف حوله جيلا جديدا من المتخصصين الذين أعادوا في السنوات الأخيرة النظر بعمق في الأبحاث حول هذا الموضوع. وهم يبرزون بشكل خاص قدم الجذور الإقليمية والدولية للتيار اليميني المتطرف، وكذلك أساليب وأشكال التعبير عن خياله.
يهدف الكتاب إلى استكشاف النسق الفكري لليمين المتطرف، ومذاهبه، ورؤيته للعالم المشتركة على مدى طويل من الزمن رغم الاختلافات الزمنية، لهذا يقترح المؤلف سردا مُيسّرا ومتجددا لقوة سياسية لم تتوقف عن إعادة تعريف نفسها، ساعية لأن تكون تعبيرا عن حداثة بديلة على الرغم من أنها تكونت في معارضة التغيرات. ونظرا لأن التطور المعقد والمستمر لليمين المتطرف قد شكل المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي في فرنسا، فإن كل تاريخها يُضاء بضوء جديد.