إصدار جديد: تحولات منطقة الشرق الأوسط على العالم بأسره
دين بريس
في غزة، مرت الساكنة من مأساة حقيقية. في لبنان، السكان ممزقون بين التطلعات إلى الإصلاحات وتهديدات الأزمات الجديدة والاحتلال والهجمات الإسرائيلية في جنوب البلاد. في سوريا، بعد أربعة عشر عاما من الثورة والحرب والتدخلات الأجنبية، ثم الإطاحة بنظام بشار الأسد، مما مهد الطريق للانتقال الذي اتسم بالعنف في بلد مجزأ ومدمر وبترته الأراضي الجديدة التي يحتلها الإسرائيليون. شهدت إيران، وهي قوة إقليمية مهيمنة منذ عام 2003، تعثر نفوذها بعد النكسات التي عانى منها حلفاؤها ومواجهة مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة.
يقدم هذا الكتاب مفاتيح القراءة لفهم التحولات التي تمر منها منطقة الشرق الأوسط، من خلال الفحص الدقيق لمجموعة من الأحداث التي جرت خلال العقود الماضية، مع تتبع عدة صراعات وإعادة التشكيل، ويجعل التاريخ المعاصر للشرق الأدنى في متناول الجميع أكثر من أي وقت مضى مرآة للعالم.
يرى المؤلف أنه منذ نهاية عام 2023، بدأ الشرق الأوسط مرحلة جديدة من تاريخه، لا تزال ملامحها غير محددة إلى حد كبير. بنيت هذه المرحلة على مفترق طرق ديناميات الدمار والعنف الواسع النطاق وإعادة التركيب السياسي، في بيئة دولية تعبرها خطوط متعددة من الكسر، وصعود اليمين المتطرف، وإضعاف المعايير الإنسانية. وقد كانت فلسطين وسوريا ولبنان هي البؤر الرئيسية لهذه التحولات. في هذه المساحات الثلاثة، تم الجمع بين عمليات الهدم وإعادة الإعمار والانهيار والمرونة. لم يتم تحديد شكل من أشكال الاستقرار في أي مكان، والكثير من التطورات العسكرية والسياسية تتبع بعضها البعض، في ظل التأثير المتبادل للهجمات الإسرائيلية، والمنافسات الداخلية، والتدخل الخارجي، وإعادة تحديد الأولويات الدولية باستمرار. لذلك يمكن فهم هذه المرحلة على أنها لحظة تأسيسية ثامنة، بعد سبع لحظات رئيسية أخرى ميزت الشرق الأوسط منذ اختفاء الإمبراطورية العثمانية.
التعليقات