إصدار: انحطاط الحضارة.. المنطق الجديد للسيطرة
إيمان شفيق
يرى المؤلف، وهو أستاذ كرسي علم النفس المرضي والتحليل النفسي، أن إن مصطلح “انحطاط الحضارة” لا يشير إلى التخلف العام لعصابات جائعة؛ بل يُوصف هنا بدقة على أنه عملية متعمدة تقوم بها القوى الاقتصادية والإعلامية، وفي النهاية السياسية، لتجريد الجماهير من الطابع السياسي، وإحداث خمولها، وتثبيتها، بينما هي نفسها مجزأة حتى الذرة الاجتماعية.
تقوم منصات مثل يوتيوب، إكس، فيسبوك، بي إف إم تي في، سي نيوز، إل سي آي (وحسب الرغبة) ومزودو محتواها (بما في ذلك السياسيون) بتطبيق منطق يفقد الأفراد ذاتهم ومن الضروري مواجهة ذلك باستراتيجيات مقاومة.
ومن أجل التحرر من قبضة هذه العمليات، ومن المتعة العميقة التي يمكن أن نحس بها عند نفي الذات عبر التدفق المستمر للمحتويات التي هي في الوقت نفسه مثيرة للملذات ومسببة للقلق، يؤكد المؤلف أن الأمر ليس مضموناً مسبقاً، لأنه مقارنة بأوليس الذي كان يثق بمنطق التحالف وبزملائه، نحن في الوقت نفسه “أكثر تشككاً وأكثر سذاجة” تجاه هذه الحوريات الحديثة للديمقراطية التلفزيونية.
مع كتابه هذا، يواصل المؤلف تحليل السيطرة الاجتماعية التي يمارسها النظام النيوليبرالي بأشكاله المختلفة على الأذهان والسلوكيات. ويستند في تحليله إلى أعمال العديد من المؤلفين، من بينهم: نوربرت إلياس بالنسبة للصلة الضرورية بين النشوء النفسي والنشوء الاجتماعي، ولأعماله حول حضارة الأخلاق.
التعليقات