منتصر حمادة
مؤلفة هذا الكتاب هي الباحثة نيكول جنيسوتو، والتي سبق لها أن قضت جزءا كبيرا من مسيرتها المهنية في مجلس الاتحاد الأوروبي. وكونها خبيرة في القضايا الاستراتيجية، كانت أول مديرة لمعهد الدراسات الأمنية للاتحاد الأوروبي، وهي خريجة المدرسة العليا، ونائبة رئيس مؤسسة “أوروبا الخاصة بنا” التي أسسها جاك ديلور، ونائبة رئيس المجلس العلمي للتدريب والبحث الاستراتيجي، وعضوة في شبكة خبراء المفوضية الأوروبية، عضوة في اللجنة التحريرية لمجلة “إسبري” الفرنسية.
ترى المؤلفة في كتابها “الانقسامات في الغرب: كيف وصلنا إلى هذا الوضع، وكيف نخرج منه؟” أن هناك عدة أشياء ليست على ما يرام في الغرب، شيءٌ قد انكسر، بطريقة خفية، تدريجية، ولم ننتبه له، متسائلة: لأي أسباب تنتهي مجتمعات متطورة، حرة، مزدهرة، متعلمة مثل المجتمعات الغربية إلى كراهية ما جعلها قوية وحرة؟ ما الذي أخفقنا فيه؟
وتضيف في كتابها أنه من الضروري للغاية محاولة فهم هذا التيار من الجنون الذي يفتت الغرب إذا أردنا أن نستجيب، أو نتصدى، أو نبطئ، بل ونوقف انتصار السلطوية المستقبلية، المدفونة التي تقوض الحريات الأساسية للمجتمعات الغربية، معتبرة أنه ربما تكون الإجابات موجودة في أوروبا، هذا النصف الآخر الذي كان قويا جدا من قبل في الغرب، لكن هناك العديد من المؤشرات التي تفيد أن الأوضاع تغيرت كثيرا.
ومن بين المؤشرات التي تطرقت إليها: تسريحات جماعية للموظفين الحكوميين، تهديدات بالرقابة على الصحافة الحرة، ضغوط على الجامعات، تخفيضات كبيرة في ميزانيات البحث العلمي، طرد مئات الآلاف من المهاجرين خلال أقل من ثلاثة أشهر، تحيات نازية، تهديدات بالضم الاستبدادي لغرينلاند أو قناة بنما، دعم معلن لليمين المتطرف الأوروبي، رسوم جمركية تصل إلى 125 وحتى 500%، صراعات مصالح هائلة: لقد دشن عهد ترامب سلسلة من الانقطاعات العنيفة مع النظام الدولي السائد منذ عام 1945.