28 يونيو 2025 / 11:06

إصدار: ازدهار علم الكلام في الإسلام لمؤلفه جوزيف فان إس

نصير الكعبي

إصدار جديد عن المركز الأكاديمي للأبحاث بعنوان “كتاب ازدهار علم الكلام في الإسلام”، لمؤلفه المستشرق جوزيف فان إس، وترجمه للعربية هاني هليل. (طبعة أولى 2025).

يقدم جوزيف فان إس فـي كتابه هذا رؤية شاملة لتطور الفكر الإسلامي المبكر من خلال خمس محاضرات تتناول القضايا المحورية التي شكلت النقاشات الكلامية. يبدأ المؤلف بتحليل إشكالية الفرقة والوحدة فـي الإسلام المبكر، مستكشفاً كيف نشأت التيارات المختلفة وتطور مفهوم الإجماع كآلية لتحقيق الوحدة المجتمعية. ينتقل بعدها لمناقشة قضية معراج النبي ورؤية الله، وهي من أكثر المسائل إثارة للجدل بين المعتزلة وخصومهم.

كما يقدم المؤلف تحليلاً نقدياً للنصوص القرآنية المرتبطة بهذا الموضوع. يستعرض فـي الفصل الثالث النظرية الذرية فـي الفكر الكلامي، موضحاً كيف وظفها المتكلمون لإثبات حدوث العالم وحاجته لخالق. أما الفصل الرابع فيتناول تأثير الصراعات السياسية على النظريات الكلامية، خاصة فيما يخص مفهوم الخلافة والشرعية السياسية. ويختتم بدراسة مناهج المعتزلة فـي أصول الفقه وموقفهم من العقل والنقل، مبرزاً دورهم فـي تطوير الأدوات المنهجية للفكر الإسلامي.

جدير بالذكر، أن جوزيف فان إس مستشرق ألماني (1934-2021)، كان من أبرز علماء الإسلاميات فـي عصرنا. نشأ فـي مدينة آخن، وتتلمذ على يد هلموت ريتر فـي فرانكفورت. أشهر أعماله “اللاهوت والمجتمع” المرجع الأساسي فـي دراسة الفكر الإسلامي المبكر والمعتزلة، إضافة لدراسات متميزة أخرى فـي التراث الإسلامي. وفاته عام 2021 مثلت خسارة فادحة لحقل الدراسات الإسلامية.

أما هاني هليل، المترجم ومحرر مقدمة الكتاب، فهو كاتب ومترجم فـي الشأن الإسلامي من مواليد بغداد، مقيم حالياً فـي بيرث – أستراليا منذ أكثر من 25 عامًا. عمل مدرسًا فـي العراق، وله اهتمام بالفكر الغربي والفلسفة والأدب الأوروبي، إضافة إلى الدراسات الاستشراقية. له عدة مقالات فـي الصحف العربية وترجمات فـي الفلسفة والسيرة النبوية. يكتب فـي الشأن السياسي بصحف عربية.