أحمد جاويد ـ کابل، أفغانستان
بالأمس کانت السماء تحمل غيوما کثيفة، ونحن في “کابل” کنا متخوفين مما سيترتب على سقوط الأمطار المتوقعة، فقد کانت السلطات ومحطات الرصد الجوي هنا قد أعلنت للمواطنين على تساقط الأمطار واتخاذ الاحتياطات، لکن وللأسف الشديد لم تتخذ الإجراءات اللازمة إزاء هذا الهجوم الجوي (کما وصفه لي بعض زملائنا في ننجرهار فقال: “بماء منهمر”)، سواء من جهة الحکومة أو من جهة الشعب، فالجميع هنا يدرک حجم الخطر الغير محمود الذي قد تسببه هذه الأمطار الموسمية في فصل الصيف.
الولايات الشرقية من أفغانستان وهي “ننجرهار” ، “لغمان” ، “کنر” و “نورستان،” وولاية “بروان” شمال کابل و”لوجر” جنوبها، کن ضحايا هذا الحدث الکارثة، فقد تعرضن خلال هذا الصيف للهجوم الثالث للأمطار الموسمية التي لا ترحم.
وأدى تساقط الأمطار الغزيرة طوال الليل ولفترات مختلفة إلى فيضانات بثت الرعب في الوسط الشعبي، ونتج عنه ذلک مقتل وجرح العديد من المواطنين، والتخريب والتدمير للکثير من المساکن بل بعض القرى بأکملها في جبال “طورابورا”، والأحياء السکنية باسم “يونس خالص فاميله” في ولاية ننجرهار.
کما نتج عنها إتلاف لآلاف الهکتارات من الأراضي والمحاصيل الزراعية والماشية، وتسببت في إغلاق الطريق العام باسم “مايبر”، الذي يربط بين جلال آباد والعاصمة کابل.
وکان أکبر متضرر من هذه الکارثة ولايتا “لغمان” و”جلال آباد”، حيث تعتبر الأخيرة مجمع الأنهار الثلاثة: نهر کابل، نهر کنر، نهر لغمان، وفروع أخرى.
هذا وقد أعربت الإمارة الإسلامية عن تأسفها وقلقها إزاء هذه الأحداث المفاجئة، وواست أسر القتلى والضحايا وقدمت لهم التعازي، ووعدت المتضررين بإيصال المٶن اللازمة والإسعافات الإنسانية الضرورية في أقرب وقت ممکن.
فيا ترى هل ستقوم المنظمات الدولية بدورها الإنساني إزاء هذه الکارثة الوخيمة، وهل سيفتح أمامها المجال لأداء هذا الدور، علما بأن هذه الواقعة هي الثالثة من نوعها.
وما تزال أحوال الطقس رديئة و سيئة للغاية حتى االساعة تنذر بالخطر ، ويجدر ألا يستسهل بهذا الأمر کما من قبل.
هل ستلعب هذه الظواهر الطبيعية من فيضانات و زلازل و مجاعة.. دورا في تغيير اتجاه خريطة المحادثات بين الشرق والغرب؟! “ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى”.
Source : https://dinpresse.net/?p=18225