قال “عياد أبلال”، أستاذ باحث في علم الاجتماع والانتربولوجيا الثقافية بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بفاس ـ مكناس، إن الإسلام السياسي ساهم بشكل كبير في إجهاض التنوير في العالم العربي.
جاء هذا الكلام في مداخلة له بعنوان “التنوير المجهض بالعالم العربي، الإسلام السياسي من المسجد إلى الجامعة”، بمناسبة تنظيم مركز تكامل للدراسات والأبحاث بشراكة مع مؤسسة “هانس زايدل” ندوة دولية في موضوع “إشكالية التنوير عند العرب والمسلمين” يومي 16 و17 نونبر 2019 بمدينة مراكش.
وذكر “أبلال” ما حدث خلال مرحلة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، عندما استحوذ الإسلاميون على المساجد، وجعلوه فضاء لحملاتهم الدعوية، كما أنهم جعلوه منطلقا لدعوات الجهاد في أفغانستان وغيرها، وهي المرحلة التي تحالفت فيها السلفية مع التيار الإخواني، يقول المحاضر.
وأشار الباحث إلى أن الأنظمة العربية، خلال هذه المرحلة، قامت بالتنسيق مع الإسلام السياسي، وغضت الطرف عن كثير من تحركاتهم على أرض الواقع، وذلك لتقاطع المصالح بينهم.
وفي المغرب، يضيف “أبلال” أن السلطة شجعت “الإسلاميين” في السبعينات على اختراق الجامعات لمواجهة المد اليساري، فأصبحت الجامعات امتدادا للمساجد عند رواد الإسلام السياسي.
وفي خضم الربيع العربي الأخير، واصل الإسلاميون مهمتهم الاستراتيجية في اختراق الجامعات المغربية، فسيطروا على شعب الدراسات الإسلامية، ومسالك البحث في العديد من الوحدات البحثية، بما فيها الشعب العلمية.
هذا الاختراق ـ يؤكد الباحث ـ أدى إلى إبراز نخب تقليدانية لا تؤمن بالحداثة والتنوير، فأصبحت تقف سدا منيعا في وجه تقدم المجتمع، بل كانت من أسباب إجهاض التنوير بشكل عام، كما أنَّ من آثاره تحول المثقف إلى داعية.
يُذكر أن جائزة المغرب للكتاب برسم دورة 2019، منحت في صنف العلوم الاجتماعية، مناصفة لـ”عياد أبلال”، عن كتابه “الجهل المركب الدين التدين وإشكالية المعتقد الديني في العالم العربي”، الصادر عن مؤمنون بلا حدود، وللسيد خالد زكري عن مؤلفه Modernités arabes, de la modernité à la globalisation “, éditions La Croisée des Chemins”.
دين بريس
المصدر : https://dinpresse.net/?p=5338