محمد ابن الأزرق الأنجري
قال الله تعالى في سورة النور : ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ). زعموا أن الآية تحض على العفاف إذا لم يجد المسلم قدرة على الزواج الدائم ، سواء بواحدة أو بأكثر !
ولو احترموا قواعدهم الأصولية الفقهية ، واستحضروا أنواع العلاقات المشروعة بكتاب الله ، لأدركوا أن كلمة ” نكاحا ” جاءت نكِرة لا مُعَرَّفة بلام العهد ، فتكون عامة ومطلقة في كل الأنكحة ، فإن الله الرحيم الحكيم لم يقل : ( وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ – النكاح – حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) ، إذ لو قال كذلك لكان هو النكاح المعهود بين عامة الناس ، ألا وهو الزواج الذي يقصد منه الدوام والذرية .
فلما نكَّر الله كلمة نكاح ، فإن معنى الآية هكذا : وليستعفف الذين لا يجدون قدرة على أي نكاح من الأنكحة المشروعة ، فتدخل القائمة على الدوام ( الزواج المعهود ) ، والقائمة على التأقيت والأجل ( المتعة ، وملك اليمين فإنهم كانوا يتزوجون جواري الغير إلى أجل وهو القدرة على الزواج الدائم بالحرة ويمكن أن نبدع له صورا تناسب عصرنا بعيدا عن الرق والعبودية ، والزواج بنية الطلاق الاتفاقي القائم على الوضوح والرضا بين الرجل والمرأة ، وزواج الكونطرا ، وزواج المسيار ، وزواج المصلحة المؤقتة مثل الزواج لأجل الحصول على أوراق الإقامة ببلد أجنبي شريطة الاتفاق المسبق … ).
ويجب في كل الأنكحة المؤقتة التوثيق لدى السلطات المختصة لحفظ حقوق جميع الأطراف .
وإن الزعم بأن قصد الدوام والإنجاب من شروط الزواج أو أركانه كذبة فاحشة في حق الدين الذي لم يشترطها أبدا .
صدق مولانا ابن عباس حيث قال : ما كانت المتعة ( يقصد الزواج المحدد بأجل متفق عليه ) إلا رحمة رحم الله بها أمة محمد ( يقصد الذين لا يجدون قدرة على الزواج الدائم ) ، ولولا نهي عمر عن المتعة ، ما زنى إلا شقي ( يقصد أن الذي تسمح بلده بالزواج المؤقت الموثق ثم يتركه ويعافه ليزني لن يكون إلا شقيا ، وقد حدثني صديق مقيم بأوروبا أنه عرض على سيدة مطلقة زواج المتعة المؤقت ، وحدد لها الأجل بأن يتمكن من التجمع العائلي وذلك بالحصول على أوراق الإقامة لزوجته وأولاده ليلتحقوا به ، فرفضت واقترحت عليه التصاحيب ( الصداقة ) فقط ، أي أن تكون العلاقة بينهما هي الزنا والسفاح لأنها لا تريد أن تشعر بأنها زوجة مقيدة بحقوق الزوجية والتزاماتها ) .
العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج متفشية في مجتمعنا بالعلَّالي ، فلا مجال للمكابرة ، والفقه الذي يدفع الناس للزنا والفاحشة بغلق أبواب الرحمة ليس من الدين والعقل في شيء .
مئات ألوف المطلقات والأرامل والعوانس والفقيرات … لم يجدوا زوجا دائما ، اتجهت نسبتهن العظمى نحو الزنا والدعارة لأنهن بشر .
ومئات ألوف الشباب والرجال الذين لم يجدوا قدرة على الزواج الدائم ، مضى أكثرهم في اتجاه السفاح لأنهم بشر .
إما أن تجد لهم الشريعة علاجا مؤقتا ، أو أنهم معذورون فلا يجوز عقابهم على غريزة ركّبها الله فيهم دون استشارتهم .
لقد رحمهم الله وأرخص لهم في أنواع من الأنكحة المؤقتة ( يديبانيو بها الموطور حتى يرزق ) ، لكن الفقهاء كانوا ” أشد غيرة ” وأرحم بالناس … فحرموا الحلال لينطلق الشلال ضدا على رحمة ذي الحكمة والجلال !
المصدر : https://dinpresse.net/?p=6914
عبداللهمنذ 5 سنوات
قوم ياخدون من من الكتاب ما يخنقون به شرع الله استباحو الفسق والزنا وشرب الخمر وشرع الله في الأحكام والربا في الأموال منعو الزكات وفرضو الضرائب على كل شيء وووووو